جريدة النهار : 10/12/2009
كتب : أحمد المليفي
بالأمس وخلال جلسة بدأت من صباح الثلاثاء إلى فجر الأربعاء تمت مناقشة أربعة استجوابات مقدمة للحكومة، قد يرى البعض أنها انتصار للديموقراطية الكويتية بصعود أول رئيس وزراء عربي منصة الاستجواب. وهو أمر حقيقي، وقد يراها البعض أنه ترسيخ للممارسة بتجاوز عقدة الاستجوابات دون أن يؤدي ذلك إلى استقالة الحكومة أو حل المجلس وهو كذلك أمر حق.
وقد يرى البعض أنها فكت عقدة الحكومة في وضع حد لتهديدها المتواصل بتقديم الاستجواب خاصة لرئيسها بالحق والباطل. وهو أمر صحيح.
ولكنني بالأمس ومع بداية سرد رئيس مجلس الأمة للاستجوابات الأربعة وتثبيتها على جدول اعمل الجلسة شعرت بنوع من الاشمئزاز والقلق من كيفية التعامل مع هذه الأداة الراقية في الأسلوب والحاسمة في التعامل، شعرت بالألم كيف أن هذه الأداة المهمة في الدستور والمرعبة في الرقابة باتت تستخدم بهذا الأسلوب الذي يعمل على إسقاط هيبتها ونزع قوتها.
شعرت بالألم وأنا أرى كيف يتم التعامل معها وكأنها إبراء لذمة أضحت ثقيلة على حاملها وليس أداء مهمة سامية من مقدمها ومؤلمة لمتلقيها.
شعرت بالألم وأنا أرى أكثر أعضاء المجلس والذين يمثلون جمهور المحلفين للحكم بالعدالة على محاور الاستجواب وقد أصابهم الملل بسبب طول الوقت وتزاحم الاستجوابات فتفرقوا وشغلهم الحديث وأرهقهم التعب. وتساءلت كيف سيكونون قضاة عدل لمرافعة لم يسمعوا كل ما جاء فيها من الطرفين؟
كيف سيتحقق العدل بقرارهم وقد أصابهم الملل وأعياهم التعب فكان جل هدف الكثير منهم هو الانتهاء من اجل إسدال الستار على حفلة مملة.
سامح الله الجميع حكومة ومجلساً ومقدمي الاستجوابات على تلك الليلة التي سيراها البعض انجازاً ويراها آخرون أنها نقطة سوداء في مسيرة ديموقراطيتنا البيضاء.