بقلم الكاتب : مـحـمد شــوارب
يتمسك بعض الآباء والأمهات بتربية أبنائهم على روح الماضي وأصوله وعاداته وتقاليده، فمنهم من ينجح والبعض الآخر قد لا يوفق في تربية أبنائه، وخصوصاً ونحن نعيش في عصر تملؤه صخب الحركة، وسرعة إتخاذ القرارات، وتفكير متحرك قد يخيب الظن بتربية الأولاد.
فهل يهون الله على أولياء الأمور كي يربوا أبنائهم على أصول وعادات وتقاليد الماضي الجميل؟ إن التمسك بأصول الماضي وحضارته، يلهمنا بناء لجيل جديد ينفع وطنه ويتقدم به للأمام.
وإذا نظرنا إلى تربية الماضي، فتجد العالم المصري هنا وهناك، الباحث والتكنولوجي، كل هؤلاء هم نتاج الماضي. إذاً لماذا لم نرى هذه الصورة الآن التي تتمثل في هذا الجيل الجديد؟
إن هذا العصر قد ظلم هذا الجيل. جيل قاعدته وأصوله ضعيفه، جرى وراء أفكار الغرب، وكل ذلك مقابل المال، ونرى الآن بعض من هذا الشباب الذي ينخرط في أعمال ربما قد تخصه وتنفعه، ولكنه يجري وراء فكر واكتشاف غير سليم.
إن هذا الجيل وجد نفسه أمام التفجيرات والإرهاب اللعين، والأحزمة الناسفة. بعض من هذا الشباب لا يدرك أهمية الوطن والمواطنة له ولأسرته، بل مجتمعه.
يتحرك هذا الجيل دون وعي في هدم وطنه بفكره وسياسته الغير هادفة، يتخذ قراره دون محاكاة، دون استشارة الكبير والحكيم والأب والأم.
هل يعلم الجيل الجديد ان الإنسانية هي كل ما يؤثر في الإنسان والوطن في كل زمان ومكان، وما يدفع إلى السمو بنفسه وعمله وما يخطو بمجتمعه إلى مصير أفضل. إن صفات القدرة والتمكن والإتقان والطمع في بناء وطن تعتبر من صفات الأثر القيم في جيل يتحدى هذا العصر.
الجيل الجديد هم المسئولون عن مجتمعهم، أمام أنفسهم وأمام تاريخهم، لأنهم هم الذين سيؤثرون فيه بأعمالهم المشهودة والتي تثبت أن أثارهم الإيجابي تجاه وطنهم هي القدرة والمثال لجيل جديد يجب أن يكونوا حراساً على قيم وأخلاق المجتمع، وأن يجددوا ما لهم وما عليهم في بناء وطنهم. لابد لهذا الجيل أن يعي ويعرف تماماً إن هدم الجيش أو محاربة الشرطة أو حرق المؤسسات أو المسيرات هذا كله لا يوحي بالوطنية وحب الوطن. في الواقع إن الجيل الجديد يجب أن يحتذى بالأجيال القديمة التي احتضنت عصرها القديم، وعلى جيلنا الجديد أن يعالج سلبيات عصره الجديد، وأن يكون جيل يعي مصلحة وتنمية الوطن.
أيها الشباب القادم علينا أعلموا أن مصداقية الفعل والقول لابد أن ترسي قواعد بناء الوطن وتجعله يبقى مرفوع الرأس إلى الأبد.
أيها الشباب.. إن حركة التجديد الحقيقية يجب أن تدعو إلى الإحترام، وتقوم على العمل المضني غير المتعجل وعلى الصبر الطويل والدرس العميق.
أيها الشباب.. اعلموا أن الصدق والصراحة وسعة الأفق وحسن الأخلاق والوطنية هي بواعث من ماضي جميل وما تزال.
أيها الشباب.. ضخوا دماءاً جديدة تصلح لإحياء عصر جديد يحتضن جيل جديد لبناء الوطن وليس لهدم الوطن.
حماك الله يا مصر
بقلم: محمد شوارب
كاتب حر