جريدة الوطن : 9/12/2009
كتب : أحمد عبدالرحمن الكوس
الحمد لله الذي وفقنا بأداء مناسك الحج لهذا العام وشهدنا الخير مع حجاج المسلمين الذين وفدوا من كل فج عميق من مشارق الأرض ومغاربها، ومسكين من أغراه الشيطان بالخوف من انفلونزا الخنازير فوسوس له الجلوس في بلده، فوالله لم أرَ مع إخواني الحجاج سهولة في أداء المناسك مثل الحجة جعلها الله حجة مبرورة وتقبلها عنده.
لقد رأينا مختلف الحجاج من كل جنسيات العالم وفدوا الى البيت العتيق وبلغوا أكثر من ثلاثة ملايين حاج أو أكثر تقريباً وفي بقعة صغيرة يكثر فيها الاحتكاك في الطواف والاختلاط بين الحجاج في منى وعرفة ومع ذلك لم نسمع بتفشي بعض الأمراض أو مرض انفلونزا الخنازير الذي أرعب ضعاف الإيمان وتركوا فريضة الحج.
والحمد لله لم يؤثر ذلك في حجاج الكويت رجالاً ونساءً من مختلف الأعمار حيث وفقهم الله تعالى لأداء فريضة الحج مع تسهيلات وزارة الأوقاف المشكورة.
* الأمطار والسيولة التي نزلت على جدة ومكة هي منحة ومحنة ومن تقدير الله تعالى حيث نزلت في يوم التروية صباحاً وتوفي على إثرها أكثر من مائة شخص تقريباً نسأل الله تعالى أن يرحمهم وفي ذلك آية وقد غسلت الأمطار كل أماكن المشاعر والمناسك وطهرتها ولعل في ذلك حكمة لإزالة المخاوف من مرض انفلونزا الخنازير ولذلك لم نسمع في هذا الموسم عن إصابات هذا المرض إلا حالات قليلة.. وبعد الأمطار والسيولة ذهب أشاوس حملة الحوطي فورا الى مقر الحملة في عرفة لإصلاح المخيم وتبديل السجاد وإعادة الأمور الى نصابها لتكون جاهزة في خدمة الحجاج الكرام.
* في يوم عرفة كان الجو جميلاً وغائماً وبعد زوال الشمس أمتعنا الزميل الشيخ خالد سلطان السلطان بدرسه الممتع والشيق والذي اشرأبت إليه أعناق الحجاج وكان بعنوان «أي يوم هذا» وهي كلمات مستوحاة من خطبة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في خطبته التاريخية والتي خاطب أمة الإسلام بل والبشرية جمعاء – فكانت كلمات أبي محمد تلامس المشاعر والقلوب وربطها مع الواقع مما زاد في قوتها وقبولها لدى الحجاج والحاجات.
* الأيام التي يقضيها الحجاج قد لا تزيد على سبعة أيام تقريباً وهي مدرسة تربوية عظيمة ومن فضل الله تعالى أن العديد من الشباب قد تغيرت أحوالهم في هذه الأيام خصوصاً بعد الدروس الإيمانية المكثفة في التفسير والعقيدة وخطر المعاصي وأهمية الاستفادة من دروس الحج والإقبال على الله تعالى بالعمل الصالح وإدراك أسرار الحج في ذكر الله تعالى وتوحيده وعبادته وتكبيره، وقد رأيت بعض الشباب وهو يسأل عن كيفية الالتزام والإقبال على الدين والتوبة، وبعض الحجاج أوصانا بضرورة الإكثار من هذه الدروس الإيمانية لأنها زاد الحجاج، وتذكرت قوله تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}.
* ما أشار إليه زميلي الشيخ خالد السلطان عن أهمية الدعاء في عرفة وحثه للحجاج للدعاء للأمير حفظه الله وولي عهده الأمين حفظه الله ورعاه وكذلك للحكومة ولبلدنا الحبيب ليس بجديد، بل هو واجب على الداعية وعلى المسلم أن يدعو لولاة الأمور بالخير وبالبطانة الصالحة كما أُثِرَ عن السلف وعن الإمام أحمد رحمه الله تعالى، وكذلك على خطباء الجمعة أن يدعوا لولاة الأمور خصوصاً في مثل هذه الأيام وما نراه من اختلافات ونزاعات في البلد فعلى المسلم أن يدعو الله تعالى أن يوحد البلد ويَقيها من الاختلافات والمنازعات والفتن وأن يحفظ أميرنا وولي عهده الأمين من كل شر ومكروه. اللهم آمين.
***
نعزي أسرة الحبيب بوفاة العمة الفاضلة هيا الحبيب (جارتنا سابقا في القادسية) ونسأل الله تعالى لها الرحمة والمغفرة وجزاها الله خيراً على ما قامت به من مشاريع خيرية أبرزها المركز الطبي ونسأل الله أن يثقل موازينها يوم القيامة، ولازلت أستذكر زياراتنا المتكررة لمنزلها المجاور لنا في القادسية وحتى عندما انتقلوا الى مسكنهم الجديد في حولي كان الوالد رحمه الله يأخذ الأسرة جميعاً لنسلم على العمة وزوجها الراحل أبوراشد الهبدان رحمه الله خصوصاً في الأعياد، ونتمنى من وزارة الصحة سرعة متابعة المشروع الطبي للراحلة ليرى طريقه الى النور.
***
نتوجه بجزيل الشكر الى الأخ الفاضل أحمد الحوطي وإداريي الحملة رجالاً ونساءً وكذلك مشايخ الحملة على ما قاموا به من جهود متميزة ومثمرة أدت الى نجاح وسهولة مناسك الحج لهذا العام نسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.