أكد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن “اغتيال العميد وسام الحسن، رسالة من دمشق، تقول إننا سنطالكم أينما كنتم في لبنان إذا كنتم ضد النظام”. ولفت الحريري في مقابلة مع شبكة “سي أن أن” الى أنه “متأكد من وجود أدوات كثيرة للنظام السوري في لبنان، وهناك لاعبون كثر يستطيعون أن يفعلوا أمراً كهذا، ومن الأكيد أنهم من حلفاء سوريا”، مشيراً إلى أن “التسجيلات التي حصل عليها الحسن من الوزير السابق ميشال سماحة، تشير الى أن بشار الأسد هو الذي أعطى أوامر لمدير الإستخبارات السورية علي مملوك، من أجل القيام بكل الأمور التي قام بها سماحة”.
وأوضح “أن النظام في سوريا لن يتوقف أمام أي شيء لضمان استمراريته، وكوننا أعداء سياسيين له، لطالما اعتقدنا أن بشار الأسد قتل الرئيس رفيق الحريري، وها هو اليوم يقتل العميد وسام الحسن، الذي كشف مخططاً كبيراً في لبنان، أسفر عن توقيف سماحة، الذي تم ضبطه بالجرم المشهود، ينقل خمسين كيلوغراماً من المواد المتفجرة، أعطاه إياها مسؤول إستخباراتي سوري كبير هو علي مملوك، من أجل أن يتم تفجيرها في لبنان، وكشفت التسجيلات التي حصل عليها وسام الحسن من ميشال سماحة، أن بشار الأسد هو الذي أعطى أوامر لعلي مملوك، من أجل القيام بكل هذه الأمور.
وأشار الحريري إلى أن الحسن ضبط سماحة بالجرم المشهود مع 50 كيلوغراماً من المواد التفجيرية، ومن حسن الحظ أن الحسن تمكن من ضبطه في حينه، لكن لسوء الحظ، ان وسام الحسن دفع الثمن اليوم، لنجاحه قبل شهر ونصف الشهر، وهذا النظام يقتل شعبه، ومن الأكيد أنه لن يتردد في قتل لبنانيين، والتهديدات التي وجهت الى وسام الحسن في الأسابيع الماضية، كانت واضحة جداً من قبل حلفاء بشار الأسد في لبنان وخارجه.
ولفت الحريري إلى أن الرسالة من دمشق هي أننا سنطالكم أينما كنتم في لبنان إذا كنتم ضد النظام، وهم يقولون مهما تحاولون أن تفعلوا، سنواصل اغتيال اللبنانيين، حتى نصبح جميعنا على ما هو عليه “حزب الله” وحلفاؤه اليوم.
وأضاف “إن سوريا اليوم تتحول أداة لإيران، كما أن بعض حلفاء سوريا في لبنان هم أدوات لسوريا وإيران، حتى وصل الحال ببعضهم الى حد إرسال لبنانيين الى سوريا، من أجل أن يحاربوا الى جانب النظام، ضد الإرادة الحرة للشعب الذي يريد تغيير النظام، وهذه مشكلة كبيرة لنا في لبنان، ولطالما كان لسوريا تأثير في لبنان، ولكن لم يحصل أن حارب لبنانيون الى جانب النظام ومصلحته، ولكنها هذه المرة الأولى التي يحصل فيها هذا الأمر، الذي من شأنه أن يؤثر على المرتكزات اللبنانية، وأنا مقتنع أن بشار الأسد هو أداة لإيران.
وقال “أنا مقتنع بقوة أن هذا النظام سيسقط في آخر المطاف، ولا يمكننا أن نقف معه ضد شعبه، لذلك، موقفنا السياسي كان الوقوف مع الشعب السوري، فالنظام سيسقط، والشعب سيختار قائداً جديداً لسوريا، ونحن ندعم الشعب السوري، لأنه يريد رئيساً ديموقراطياً لبلاده، وقد استخدم بشار الأسد كل ما لديه من أسلحة لتدمير شعبه، من أجل أن يبقى في السلطة، ولو كنت رئيساً للوزراء، لوقفت في وجه بشار الأسد، ورفضت أن يصدّر الينا إرهابييه، مضيفاً” لا أستطيع أن أقول من لديه مثل هذه الإمكانات، ولكنني متأكد أن النظام لديه أدوات كثيرة في لبنان، ولبنان مكشوف أمنياً، وهناك لاعبون كثر يستطيعون أن يفعلوا أمراً كهذا، ومن الأكيد أنهم من حلفاء سوريا.