فاجأ قيّمون على شركة بريطانية صغيرة مؤتمراً علمياً في لندن أمس الخميس بإعلانهم أن مهندسيها تمكنوا من استخراج 5 ليترات نفط اصطناعي في تقنية جديدة من معالجة مواد خام رخيصة ونظيفة ومتوفرة في أي مكان بلا حدود، وهي الكهرباء وبخار الماء وثاني أوكسيد الكاربون.
ويمكن اختصار تقنية “النفط من الهواء” كما تسميها شركة Air Fuel Synthesis الواقع مقرها بمدينة “ستوكتون أون تيز” في شمال إنكلترا، بأنها مزج مركب “هيدروكسايد الصوديوم” المعروف بأحرف NaOH للكيماويين، بثاني أوكسيد الكاربون ثم “كهربة” كاربونات الصوديوم الناتجة عن الخليط لتكوين ثاني أوكسيد الكاربون صاف تماما.
أما الهيدروجين المطلوب استخدامه أيضا، فيتم الحصول عليه بكهربة بخار الماء لفرز مركباته، ومنه مع ثاني أوكسيد الكاربون الصافي تنتج الشركة مركب “الميتانول” الذي يتم تمريره في مفاعل وقودي يحوله إلى نفط تماما، بحسب ما تشرح الشركة تقنيتها التي اطلعت عليها “العربية.نت” من موقعها على الإنترنت، كما من وسائل إعلام بريطانية اليوم الجمعة.
وعزز تيم فوكس، وهو رئيس قسم الطاقة والبيئة في معهد المهندسين الميكانيكيين بلندن، من مصداقية الشركة التي قدمت في المؤتمر شروحات وافية عن تقنيتها الجديدة، بقوله إنه رأى بنفسه كيف يتم “استخراج النفط من الهواء” وشرح لصحيفة “الاندبندنت” أن معدات عادية في منشآت صغيرة تملكها الشركة تقوم بعمل عادي جدا “لكن المثير هو فقط تقنية جديدة من التعامل مع الأشياء” في إشارة منه الى المواد الخام.
واستغرقت الشركة أقل من 3 أشهر لاستخراج 5 ليترات من نفط لا يختلف عن الطبيعي لجهة الاستخدام في تشغيل المحركات الحالية في السيارات والطائرات، كما يمكن نقله بوسائل نقل النفط حاليا “ونحن نأمل ببناء منشآت ومصاف أوسع في غضون عامين على الأكثر بحيث يمكننا إنتاج طن من النفط يوميا” طبقا لما قاله الرئيس التنفيذي للشركة بيتر هاريسون.
وقال هاريسون: “لا أحد قام بما قمنا به في هذه البلاد، ولا في خارجها على ما أعتقد” ووصف السائل المستخرج بأنه “شبيه بالنفط وبرائحته أيضا، لكنه أنظف بكثير” وفق ما ذكر عن التقنية الجديدة التي لم تكلف الشركة منذ طورتها وبدأت باستخدامها في أغسطس/آب الماضي حتى الآن سوى مليون و800 ألف دولار.