جريدة الرؤية : 24/11/2009
كتب : فيصل المزين
الكل يترقب ما ستؤول اليه الامور في المشهد السياسي في الكويت، وكأننا نتابع احدى المباريات لكرة القدم بين فريقين، والجماهير منقسمة ما بين مشجعين للمعارضه ومشجعين للحكومة، بينما كل من الطرفين يدلي بدلوه ليكسب مشجعين اكثر، ولكن هناك جمهورا كبيرا جدا يمثل الأغلبية الصامتة، ولا ينتمي لأي من الطرفين المتنافسين ويتمنى فوز مصلحة الوطن والتقدم.
لن أتطرق إلى تدني لغة الحوار أو ضعف الحكومة ولا للتحليل السياسي للوضع الراهن وما سوف تؤول إليه الأمور، لأنني ذكرت ذلك مرارا وتكرارا في مقالاتي السابقة، كما أن زملائي الكتاب في الصحف الزميلة لم يتركوا بابا إلا وطرقوه، إنما سأتطرق لما يجول في نفس جمهور الأغلبية الصامتة وما يتطلعون به من وراء الحكومة والمجلس.
إن الصورة التي يتطلع إليها الكثير من المواطنين هي صورة الكويت بأحسن حال تفوق ما كانت عليه بالسابق عندما كانت تلقب بدرة الخليج، إننا نريد حلولا لضروريات المواطن الملحة، والتي لا يستطيع المواطن التخلي عنها، كالصحة والتعليم والاسكان والازمة المرورية والاقتصاد وتراجع مستوياته.
اننا في سباق مع الزمن، فالوقت يمضي والمال سينفد ان لم يُستثمر بما سخر له، رسالة للحكومة وللمجلس معا، لقد سئمنا من توقف عجلة التنمية، او بالأصح عجلة الحياة للبلد، قد يقول البعض إن المثالية لن تتحقق، وإن السياسة تتداول ما بين شد وجذب، وأجيب بأن السياسة لا تعني ألا تتفق على الهدف وزيادة الأزمات للبلاد.
إن أعضاء المجلس متربصون والحكومة ضعيفة في اتخاذ القرار وتفتقر إلى الانجاز، وكلما أشرق نور التفاؤل تلاه بسرعة مخيفة الظلام الدامس، ليلغي ما خلفه من آمال وتطلعات.
إن المشكلة الرئيسية تكمن في اتخاذ القرارات الصائبة والتي لا ينجم عنها سلبيات على المدى البعيد، فالحكومة تلتزم الصمت والخوف وفق المثل الكويتي الشهير «من حرك بلش».