جريدة النهار : 23/11/2009
كتب : أحمد المليفي
نحن كسياسيين عندما نريد أن نسلط الضوء على قضية أو نثير موضوعاً لابد من أن نهيئ له عوامل النجاح ومن أهم تلك العوامل -بجانب ما يحمله الموضوع من قضايا- تحضير الجو العام له بحيث يستحوذ على اهتمام الناس ويتصدر قضاياهم فتتم مناقشته والحوار في جزئياته ليتحقق له الدعم المطلوب ومن ثم النجاح المرغوب.
هذا اذا كان الهدف من اثارة الموضوع أو طرح القضية هو أداء مهمة وليس ابراء ذمة.
هذا الأمر ينطبق على تقديم الاستجواب فالنائب الذي يريد أن يقدم استجوابه لابد وانه يحمل قضية يرى أنها مهمة وخطيرة ومن ثم فقد عزم على استخدام اشد وسيلة للرقابة والمحاسبة وهي تقديم الاستجواب وهدفه من ذلك تحقيق أعلى مراتب الرقابة وتوقيع اشد أنواع المحاسبة.
لذلك تجده يجتهد في تقوية محاور استجوابه ليتمكن من اقناع زملائه النواب والشارع السياسي بعدالة استجوابه وبأهدافه النبيلة ويختار الوقت المناسب لطرح هذا الاستجواب فلا يضيع موضوعه وتتفتت محاوره وينفض الناس من حوله بسبب زحمة المواضيع أو زحمة الاستجوابات.
وبرأيي أن تقديم ثلاثة استجوابات بعد استجواب النائب د. فيصل المسلم لسمو رئيس مجلس الوزراء وبغض النظر عن رأينا فيها وبهذه الطريقة وفي وقت واحد وهي استجوابات يحتمل بعض مواضيعها الانتظار والتأجيل فيدخل في خانة الخطأ الاستراتيجي القاتل في تبني القضايا ويترك تساؤلا مشروعا عن الهدف من تقديمها وهل هو مجرد ابراء لذمة أو تحقيق مهمة؟
وبشأن ما صرح به النائب محمد هايف وبغض النظر عن رأينا في الاستجواب الذي لوح به لوزيرة التربية فهو لم يقدم ولم نقرأ محاوره حتى نحكم عليه ولكننا نتفق معه في التأجيل وكما قال حتى «تخف الزحمة».