كتبت روابي البناي:
بداية أسبوع سعيدة عليكم أعزائي الكرام، وتمنياتي بالنجاح والتوفيق للطلاب والطالبات الذين يؤدون اختباراتهم هذه الأيام، واسمحوا لي أن أقف إجلالا واحتراما لكل أم «إسفطت عمرها» وسكرت بابها وجابلت عيالها هذه الأيام، وقدمت لهم الدعم لاجتياز هذه الفترة.
أما بالنسبة إلى موضوعي اليوم، فمن سيقرأ عنوانه سوف يقول «شالسالفة روابي راح تتكلم عن البويات مرة ثانية؟»، أم أنها ستتكلم عن فئة جديدة بدأت تطفو على السطح هذه الأيام؟ أم ماذا؟
أنا أقول لك عزيزي القارئ.. موضوع اليوم لا يخص البويات اللاتي ادعو الله سبحانه وتعالى أن يشفيهن مما بلاهن لأننا تكلمنا عنهن أكثر من مرة وتطرقنا إلى المرض النفسي الذي يعانين منه، والآن لا نملك إلا الدعاء لهن بالشفاء من هذا البلاء.
كما أن الموضوع لا يتطرق إلى فئة جديدة او هبة جديدة من هبات مجتمعنا «الفلتة»، لكنه يتطرق الى بعض حريم الكويت ممن يستحققن الحديث والإشادة، بمحافظتهن على أزواجهن وأولادهن. اليوم سوف أتكلم عن الدور الكبير الذي تلعبه هذه الكائنات الجميلة في حياتنا؟ والمعاناة التي يعانينها؟ وما الجزاء الذي ينتظرنه من «سي السيد».. الزوج أو الحبيب.
في ظل التسابق الماراثوني لبعض النساء هذه الأيام على مراكز التجميل، سواء المحلية أو الخارجية، «لقز» أكبر كم من الإبر التي تشفط وتشد، والهوس بموجة النيولوك (New Look)، وذلك لضمان عدم فرار الزوج من عش الزوجية أو الحبيب من شباك الزواج، نجد أن هناك أيضا تسابقا ولهثا نسائيا للحفاظ على الاستقرار الأسري، وضمان السعادة للعائلة، والاهتمام بفلذات الأكباد، وتحمل المسؤولية بشكل كامل، الأمر الذي يدعونا الى التوقف وعمل مقارنة بين هاتين الفئتين اللتين للأسف لم أجد أي وجه مقارنة بينهما، بل من غير الإنصاف اجراء أي مقارنة، لأن هناك حريما كما ذكرت لا هم لهن سوى النوم حتى آذان الظهر، ثم الإمساك بسماعة الطبيب (أقصد التلفون) لمحادثة الصديقات ومعرفة أي مطعم سيكون الغداء فيه؟ او استقبال من اليوم؟ أو في أي قهوة ستكون الجمعة؟
أما البيت والعيال، فهذا ليس من اختصاصهن، فهو مسؤولية «ميري» و«كومار»، فهما اللذان يقرران ماذا يأكل العيال؟ وهما اللذان «يودون وييبون» من المدارس، وفي معظم الأحيان هما اللذان يراجعان المدرسة في حالة استدعاء ولي الأمر.
لا أطيل عليكم ودعوني أسرد لكم سبب كتابتي لهذه الأسطر:
موضي وسلندر الغاز
كنت في إحدى الجلسات النسائية التي معظم روادها من الحريم الكبار، وأقصد هنا الكبار في المقام والسن. وكان محور الحديث الصباحي حول زوج موضي الذي تزوج عليها بعد كل التضحية والحب اللذين أعطتهما له.
قبل كل شيء دعوني أعرفكم على موضي.
هي سيدة كويتية في أول العقد الخامس من عمرها، أم لأربعة أبناء جميعهم أتموا دراساتهم العليا، ويشغلون وظائف محترمة في الدولة، ومتزوجون، عدا الولد «الجعدة».
من ينظر إلى وجهها يدرك أن الدنيا لا تزال بخير، وذلك بسبب الابتسامة الدائمة التي لا تفارق محياها، وتستقبل بها الذي تعرفه ولا تعرفه، طيبة القلب (من أهل الله)، تحب عائلتها جدا، على قدر كبير من المسؤولية تجاه اسرتها، لا تعترف بشيء اسمه الاعتماد على الخدم، تحب أن تقوم بكل شيء بنفسها في سبيل أسرتها، حتى انها تقوم في بعض الأحيان بتغيير «سلندر الغاز» في حال انشغال السائق.
زوج «إزقرتي»
وموضي متزوجة برجل «إزقرتي»، يعني يحب الطلعات والروحات، يقدس صبغ الشوارب والشيب، يحب «الترزز» في المقاهي، يعني مراهق في الخمسين، الله مرهي عليه وعنده خير، من عشاق قنوات ميلودي والخليجية، يعني يقدر ستايل «البرتقالة».
ونظرا الى أن زوجها من هذا النوع، تحاول موضي بكل ما أتاها الله من قوة ومعرفة أن ترضيه، فتجدها تزور مصففة الشعر كل أسبوعين لتحني شعرها، وتنظف وجهها لكي تعجب «بوالعيال». لكن هذا الاهتمام المتواضع لم يرض غرور الزوج المصبوغ، لأنها كما ذكرت «من أهل الله» وهو من النوع «الكتويلي»، يعني الذي يفتر ويروح ويشوف، وأنتم تعلمون ان الشوارع اليوم تلم كل الأشكال و«الأرناق» التي سال لها لعاب زوج موضي، خاصة أنه من النوع الذي يقدر بشكل كبير الجلوس في مقاهي الشيشة، التي تلم أشكالا يعجز اللسان عن وصفها، فتجده يجلس فيها من الساعة السابعة حتى يدق جرس الثانية عشرة ليلا، معلنا موعد ذهاب سندريلا إلى بيتها.
وطيلة هذه الساعات تجده جالسا يبحلق في وجه أم نقاب شوي، ويرمش حق «أم قذلة شقرا» شويتين، ويعزم أم حجاب بوتفخة على شيشة ثلاث شويات.. وغيرها من الأفعال والحركات الصبيانية المضحكة. حتى غمزت السنارة ووقع الزوج في فخ إحداهن التي «يابته أكتاف» وجعلته ينسى موضي «واللي يابوها».
بدأ يتغير شيئا فشيئا ويتغيب عن البيت، وبعدها جاء ليفجر مفاجأته التي كانت كوجهه «الودر».
جزاء الاحسان.. طرد
أتدري عزيزي القارئ ماذا فعل هذا الزوج أبو شوارب مصبوغة؟ قام بطرد موضي (أم سلندر غاز) من البيت، وجاء بزوجته الجديدة (أم براطم متفوخة وحواجب مرفوعة) وأسكنها فيه! وعندما حاول أولاده مناقشته قال بكل وقاحة: «أنا ريال ومن حقي أعيش، وأمكم جنها واحد من الربع، ما أحس أنها امرأة، أتوقع أنها بعد جم شهر يخط لها شارب وتصير ريال، أنا أبي وحدة تصيرلي زقطة بنقطة مو وحدة جنها يدتي».
هل هذا هو جزاء الإحسان؟ هل هذا هو رد الجميل؟ فهل عندما تشارك المرأة الزوج في تحمل مسؤوليات البيت يعتبر هذا جريمة في حق أنوثتها؟
وهل عندما تحاول عدم إقحام الزوج بمشاكل الأولاد ومتطلبات الحياة اليومية وتتحملها بمفردها، يتخذ الزوج ذلك سببا لارتكاب نزواته ورغباته وشهواته؟
وهل تعطي المرأة «السنعة»، التي تضحي بعمرها من أجل بيتها وزوجها وعيالها، وتنسى حقها كإنسانة لها كيان وتمارس حقها كزوجة وأم فقط، زوجها جواز المرور للزواج عليها بأخرى؟
أشباه الرجال
من وجهة نظري المتواضعة أن هذا الزوج، ومن على شاكلته، لا يستحق أن يطلق عليه مسمى «رجل» بل «شبه رجل» لأنه من النوع الذي ينساق وراء نزواته ورغباته، ضاربا بالكيان البشري الحساس الذي يعيش معه وعاصره في أمر لحظات حياته وأصعبها عرض الحائط، فهو لا يستحق الزعل عليه أو حتى مجرد التفكير فيه.
وأنا أبارك لموضي أن الله سبحانه وتعالى «فك عوقها» من هذا الزوج، الذي أدعو الله أن توريه «أم براطم» نجوم القايلة حتى يعرف أن الله حق ويترحم على أيامك يا موضي.
آخر الكلام
* الموسيقى صنعت للكويت نشيدا وطنيا ظل متعلقا بألسنة شعبها طيلة 31 عاما، وعزز فيهم روح الحب والإخلاص والانتماء للوطن… فماذا صنع محمد هايف للكويت وشعبها؟
* اسمحوا لي أن أكون أول من يعايدكم بحلول عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم وعلى كل من يعز عليكم بالخير والسعادة يا رب، لأنني سوف أكون في إجازة خارج البلاد خلال الأسبوعين القادمين.