جريدة الرؤية : 20/11/2009
كتب : سالم الناشي
كان مجلسا قويا تمثلت به القوى السياسية بشكل بارز خاصة التيارات الإسلامية، ولقد عمد المستقلون منهم إلى استجواب رئيس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد مما أدى إلى حل المجلس الذي لم يمض عليه أكثر من ثلاثة أشهر فعلية من العمل والانجاز!
ذات المشهد يتكرر اليوم بعد إجازة المجلس الصيفية فبعد أقل من شهر على عودة النواب للعمل مرة أخرى تقدم ثلاثة نواب بثلاث استجوابات الأبرز منها استجواب سمو رئيس الوزراء المقدم من النائب المحترم د.فيصل المسلم.
الآن هل يتكرر سيناريو 2008 أم لا؟ الشواهد كلها تؤكد على تكرار ذات المشهد ولكن بصورة أكثر حدة ذلك أن ثمة معطيات قد استجدت على عام 2009 لم تكن موجودة في عام 2008.
أول هذه المستجدات أن هناك تركيبة جديدة في المجلس اختلفت عن المجلس السابق وهي على استعداد لتعميق الخلافات بين النواب أنفسهم وإحداث انشقاقات كبيرة وحادة. ولن تنفع أي تحركات للقوى السياسية للتدخل ولملمة الموضوع وقيادة التحرك داخل المجلس.
لقد ضعف تمثيل التيارات السياسية بشكل ملحوظ في المجلس الحالي. مما يعني دور أكبر للمستقلين! إن اصطفاف النواب بدا مبكرا وواضحا بخلاف المجالس السابقة التي يصعب التكهن بنتيجة الاستجوابات ودور التحركات الأخيرة هي عادة ما تحسم التصويت. كذلك وجود الدعم الإعلامي الذي يتمثل في قنوات فضائية وصحف يومية وكتاب رأي لم يكن موجودا في 2008 أما الآن في هذه الوسائل كفيلة بتشكيل رأي قوى يدعم وجهة نظر جهة دون جهة، وبالتالي يقسم الشارع مبكرا إلى قسمين مما يضعف من أي استجواب قادم. المرحلة القادمة إما أن تكون مرحلة حاسمة لإضعاف اللجوء إلى الاستجواب كأداة برلمانية ، أو ستحدث نقلة في طبيعة وحدة الاستجوابات، ولجوء القوى السياسية إلى تحشيد مؤيديها من خلال الندوات والمهرجانات الخطابية، وتوسيع دائرة المعارضين.
وقد تؤدي هذه الأوضاع ليس إلى حل لمجلس الأمة فقط، بل إلى تعليق العمل بالدستور واللجوء إلى حل غير دستوري لفترة زمنية معينة يتم ترتيب الأوضاع السياسية فيها على كل المستويات. هذه الخطوة التي لا يرغب فيها الكثيرون قد تبدو هي الحل الأمثل في نظر البعض الآخر.القادم من الأيام مليء بالأحداث السياسية المفاجئة.ولكن الظاهر للعيان أن سيناريو 2008 سوف يتكرر 2009 ولكن بصورة أكثر حدة.