اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء في طهران ان ايران لن تتراجع عن برنامجها النووي رغم الضغوط الاقتصادية والعقوبات الغربية.
وقال احمدي نجاد في المؤتمر الذي نقله تلفزيون الدولة على الهواء مباشرة “لسنا شعبا يتراجع في المسالة النووية”.
واضاف “اذا اعتقد البعض انهم قادرون على الضغط على ايران فانهم يخطئون وعليهم تصحيح موقفهم”.
وتاتي تصريحات احمدي نجاد مع الانخفاض المتسارع في قيمة العملة الايرانية، والذي قال ان سببه “الحرب” الاقتصادية التي يشنها الغرب على الجمهورية الاسلامية.
كما يتناقض تاكيد احمدي نجاد على عدم التراجع عن البرنامج النووي رغم الضغوط لتصريحات الحكومة الاميركية بان العقوبات الغربية تحقق نجاحا في طهران.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند اعتبرت الاثنين ان الهبوط التاريخي للعملة الايرانية التي فقدت ثلث قيمتها امام الدولار في اسبوع و80% في عام يظهر “نجاح” العقوبات الدولية المفروضة على ايران بسبب برنامجها النووي.
وقالت “هذه اقسى عقوبات استطعنا ان نفرضها كمجتمع دولي، وهي مهمة للغاية في السعي لجعل ايران تلتفت الى اهمية التوقف عن النشاطات النووية”.
وتراجع احمدي نجاد عن التصريحات التي ادلى بها خلال زيارة الى نيويورك الاسبوع الماضي لحضور اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة بان ايران يمكن ان تدرس امكانية اجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة حول المسالة النووية.
وقال الثلاثاء ان “المفاوضات المباشرة ممكنة، ولكن تحتاج الى ظروف، ولا اعتقد ان الظروف مواتية لاجراء محادثات. والحوار يجب ان يقوم على انصاف واحترام مباشر”.
لكنه اضاف “اعتقد ان هذا الوضع الخاص بالعلاقات بين ايران والولايات المتحدة لا يمكن ان يستمر”.
وانتقد المتشددون في ايران احمدي نجاد لفتحه الباب امام امكانية اجراء مفاوضات مع اميركا. وادى ذلك الى انتقاد حكومته على سوء ادارتها للاقتصاد.
وقال احمدي نجاد ان العقوبات التي تستهدف صادرات النفط الايرانية، التي تدخل عائدات بالعملة الصعبة الى البلاد، وتقييد قدرتها على الحصول على تلك العائدات “هي حرب خفية وشديدة وعلى مستوى عالمي”.
واضاف احمدي نجاد “انها معركة. لقد تمكنوا من الحد قليلا من مبيعاتنا النفطية، لكننا سنعوض ذلك”.
وقد هبط الريال الثلاثاء الى ادنى مستوى له امام الدولار حيث بلغ صباح الثلاثاء 35 الفا و500 ريال للدولار الواحد بحسب موقع متخصص باسعار الصرف، في حين افاد صرافون لوكالة فرانس برس ان التداولات في السوق تتراوح بين 35 الفا و500 ريال و37 الف ريال للدولار الواحد، بحسب باختلاف الصرافين.
وجدد احمدي نجاد التاكيد على انه “غير قلق مطلقا” بشان التهديدات التي تطلقها اسرائيل بشن عمل عسكري ضد المنشات النووية الايرانية.
وقال “ايران ليس بلدا تهزه بعض المفرقعات”.
وقد اعتبر نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي موشيه يعالون انه مازالت هناك حاجة الى “الاحتفاظ بالخيار العسكري” ضد ايران.
وقال يعالون ،الذي يشغل ايضا منصب وزير الشؤون الاستراتيجية، للاذاعة العامة الاسرائيلية ان “العقوبات والضغوط المفروضة منذ عامين تقريبا على ايران فعالة ولكن اجهزتها للطرد المركزي ما زالت تدور”. واضاف “يوجد وقت للعقوبات والبرنامج النووي الايراني يقترب اكثر فاكثر من الخط الاحمر”.
واكد احمدي نجاد ضاف “لم نكن في يوم من الايام معتدين. لكننا مدافعون جيدون جعلنا جميع المهاجمين يندمون على افعالهم”.
وتابع “انهم يضغطون علينا، ويصورننا وكاننا نحن المغامرون”.
واكد ان “العدو يعتقد انه قادر على كسر مقاومة الشعب الايراني لكنه يخطئ” في ذلك.
واوضح “هناك حرب نفسيه (…) وعلى الكل مساعدة الحكومة. العقوبات تستهدف الشعب. وهم (الغربيون) يكذبون عندما يقولون ان العقوبات ضغوط على الحكومة”.