كتبت روابي البناي:
الشرع حلل أربعا، أنا مقتدر وأقدر أفتح بدال البيت أربع بيوت، أنا فيني طاقة تهد جبل وزوجة وحدة ما تسد حاجتي، إنتي خلفتج كلها بنات وأنا أبي ولد يشيل إسمي، وغيرها من الأعذار اللي أعتبرها سخيفه وغير مقنعة والتي يقولها الزوج لزوجته عندما ينوي أن يتزوج الثانية هذا إن كان شجاعا وقويا وكشف عن نواياه الدفينة وقال لشريكة حياته قراره المصيري، وطبعا عندما يقذف هذه القنبلة في مرمى الزوجة فإنه ينتظر ردة الفعل، فهل ستكون لمصلحته وتكون الزوجه مسكينة منكسرة ترضى بنصيبها في سبيل تربية ابنائها والحفاظ على بيتها والخوف من حمل لقب مطلقة والأهم من هذا كله الحفاظ على وجودها الاجتماعي بين الناس الذين راح «ياكلون ويهها» وسوف يجعلونها «علج» بلسانهم وخاصة أننا شعب لا يحب الشماتة ولا القيل والقال والحمد لله فهي تخشى أن تكون المحور الأساسي لمسلسل «الهو هو» الذي ستكون بطلته سبيجة ومريم وأم خالد وأم عبدالله، فسبيجة ما ان تصل إلى مسامعها إشارة بأن بو محمد تزوج على أم محمد حتى تجدها تمارس هوايتها المحببة وهي «انشر ياكويتي» فتقوم بنشر هذا الخبر مع زيادة «شوية بهارات عليه وإلا لن تكون سبيجة» وخاصة إن كانت تكره أم محمد وما تواطنها حتى تجدها تتشمت وهي تنشر الخبر بين الأوساط النسائية، فالخبر إن كان وصل لسبيجة تمام العاشرة صباحا تجده منتشرا في أرجاء الكويت الحبيبة تمام العاشرة والربع صباحا وذلك لأنها سوف تستعمل تقنية البلوتوث والإنترنت والأم أم أس وكل ما تطوله يدها من وسائل اتصال حديثة لنشر الخبر، وبعد أن تقوم سبيجة بنشر خبر زواج بو محمد على زوجته تبدأ أم خالد وقريناتها بتكملة المسيرة فيبدأ عزيزي القارئ كما قلت لك مسلسل «الهو هو» فتقول أم خالد لأم عبدالله «عندي لج خبر بمليون دينار» وترد عليها الثانية «شنو لا تقولين أن مجلس الأمة صار كله حريم وما فيه ولا ريال؟؟؟» فترد أم خالد «لا خبر أقوى من هذا»، وتخمن أم عبدالله وتقول مرة ثانية «لا تقولين المرشحين ما قاموا يصرخون ويمثلون ويقطون عقلهم؟؟؟» فترد أم خالد أيضا «قاعدة اقولج خبر قوي تقولين لي مرشحين وعقل؟»، وتحاول أم خالد مرة ثالثة «إنزين لا تقولين أن طيبة الإبراهيم نجحت بالدائرة الخامسة وطلعت الأولى ومحمد الحفيتي نجح بالثالثة وطلع الأول، وراعي المسج الهايف نجح وبنشوف ويهه مره ثانية»، وهنا يبدأ الغضب يسيطر على أم خالد وتقول لها «إنتي شفيج؟؟؟ أنا قاعدة اقولج خبر وايد مهم تقولين لي طيبة، وراعي المسج شوفي بومحمد تزوج على أم محمد» وهنا تقول أم عبدالله «هو هو هو هو» وتقعد تهو هو لمدة خمسة دقايق وبعدها تسأل من التي تزوجها؟ ومتى؟ وشراح تسوي أم محمد؟ وبعد ان تأخذ البيانات والإجابات كافة تبدأ المرحلة الثانية وهي زيادة بعض المعلومات التي تعطي خبر زواج بو محمد إثارة وتشويقا ويبدأ الخبر يكون في متناول سيدات الكويت، ولهذا تجد الزوجه تخشى أن تواجه هذه الأمور فترضى بنصيبها وتسكت «وتبلع الحرة»، واما أن تكون ردة فعلها عكسية شرسة تقلب الدنيا ولا تقعدها على رأس هذا الزوج وأهله خاصة إن كان لهم ضلع بالموضوع، وهنا تحدث المشاكل والمصايب بين هذه الزوجة وبين الزوج وأهله في سبيل فركشة مشروع زواجه الثاني والرجوع الى عقله فإما تستخدم الهدوء والإقناع وإما التهديد بالويل والثبور إن لم يتراجع عن قراره. ولكن ما قام به بطل موضوعي لهذا الاسبوع هو شي للأمانة عزيزي القارئ أعتبره قمة الأنانية والدكتاتورية والهمجية في الوقت نفسه، فلا أريد أن أطيل عليك وأتركك مع هذه السالفة التي أصررت على نقلها لك بكل حذافيرها كما سمعتها من صاحبة الشأن نفسها وهي تقولها وأنا تعلو على وجههي علامات الشفقة والعطف عليها والغضب والضجر من هذا الزوج الدكتاتوري.
تقول أم محمد (وهي مواطنة في بداية العقد الثالث من عمرها وأم لثلاثة أطفال أكبرهم محمد 9 سنوات وأصغرهم عبد العزيز 4 سنوات، تعمل في إحدى وزارات الدولة، خريجة جامعة الكويت، متحجبة، متنقبة، مملوحة، ربة بيت سنعة، لاينقصها شي)، تزوجت زواجا تقليديا فأبو محمد كان صديقا لخالي الصغير وشافني في احدى طلعات البر مع الأهل وتحدث مع خالي وطلب أن يتقدم لي، ولله الحمد كان القبول من أهلي لكونه صديق خالي منذ زمن طويل ومشهود له بالسمعة الطيبة والأخلاق، فهو لا يترك فرضا إلا ويصليه بالمسجد وهو ريال خايف الله ملتزم، ما عنده خرابيط، فكانت الموافقة وتم الزواج وعشت معاه على الحلوة والمرة، وطبعا أول زواجنا حالنا حال أي اثنين يتحدرون من أوساط ذوي الدخل المحدود فعشت معاه في بيت أهله لمدة 4 سنوات بغرفة واحده وحمام (يعزكم الله)، وبعدها قمنا بأخذ قرض حالنا حال الكويتيين وأنا بعت الذهب اللي كان عندي، وحطينا (جم البيزة) اللي خاشينهم والحمد لله شرينا بيت، وطبعا هذا البيت لم يكن قصرا من كبر حجمه ولم يكن مفروشا بأثاث فاخر، ولكنني كنت في قمة سعادتي لكون أنه عندي بيت يضفني أنا مع زوجي الحبيب وعيالي، وكنت أسعى بكل ما أتاني الله من قوة وقدرة بأن أسعد زوجي بكل شي سواء بتربية الأطفال، او براحته هو فكان همي الأول والأخير بأن «أترس عينه» وما أخليه يشوف أحد ثاني غيري. ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان ففي عصر أحد الأيام كانت احدى الزميلات في العمل تقوم بزيارتي للاطمئنان عليَّ على أساس أنني مريضة، فجاءت للزيارة وأثناء خروجها من منزلي لمحها زوجي العزيز الملتزم، اللي ما يخلي فرض بالمسجد يطوفه، اللي دشداشته تظهر مفاتن ساقيه (الجلح الملح)، ولحيته «تغطي معظم ملامح وجهه»، فجاءني واللهفة تكسو محياه يسألني بكل جرأة «أم محمد منو هالسمرة أم شعر أشقر أم براطم اللي كانت عندج؟؟؟» للأمانة تفاجأت من سؤاله التفصيلي الذي لا يدل على أنه التزم «بالنظرة الأولى فقط» ولكنه تعدى الى النظرة المليون في التدقيق بهذه الزميلة، فقلت له «هذي وحدة معاي بالدوام ما قصرت ياية تسأل عني وعن صحتي» فقال لي «شسمها؟ جم عمرها؟ متزوجة ولا لأ» فأجبته عن سبب هذه الأسئلة التي يفترض أنه يخجل من نفسه وهو يسألني إياها، فقال لي بكل جرأه ووقاحة «أم محمد أنتي زوجتي وحبيبتي وأم عيالي واللي صبرت معاي على الحلوة والمرة بس الصراحة هذي دشت خاطري وماني قادر أبيج تزوجيني إياها»، طبعا أم محمد أصابها الذهول من هول ماسمعت من هذا الزوج الواقف أمامها الذي يتحدث كأنه مراهق في الثانية عشرة من عمره وهو يتغزل بابنة الجيران ويريد أن يتزوجها، فتقول أم محمد حاولت أن ألطف الجو وأتماسك واقول له (عن الغشمرة البايخة)، «يعني تبي تثير غيرتي»، فوجدته يقول بكل صراحة «لا أنا مو قاعد أتغشمر أنا من صجي أبي أتزوجها انتي تدرين فيني ماحب الحرام ولا الخرابيط والشرع محللي أربع وانا ماراح اقصر لا معاج ولا مع إعيالج بس هذي دشت خاطري وانا مابي اسوي الحرام، فأبيج تكلمينها وتخطبيها لي».
أم محمد شالت شلايلها وراحت بيت أهلها في محاولة منها بأن يرجع هذا المراهق عن رأيه ولكن هيهات فطيف «السمرة الشقرة» سيطر على تفكيره وعقله وبدأ يرسم أحلاما بمخيلته وهو زوج لهذه السمرة أم براطم التي كانت براطمها منفوخة طبيعيا دون تدخل جراحي، ولم يأبه لخروج زوجته وأطفاله من البيت فالتفكير الرجولي الشهواني قد سيطر عليه وعلى أحاسيسه كافة ونسي كل شي أمامه وخلفه، وفعلا ترك زوجته لمدة ثلاثة أشهر في منزل ذويها حاولت هي بكل الأساليب ان تردعه عن قراره فاستمرضت وادخلت المستشفى ووصل الخبر له ولكن هيهات أن يتراجع عن حلم الارتباط بـ«أم براطم»، أطفاله كل يوم والثاني يتصلون به ويبكون ويعيشون أحداث فيلم «البؤساء» ولكن «السمرة الشقرة هي الرابح الأقوى» في الموضوع، وعلى ضوء هذا رضخت أم محمد وقامت بفتح الموضوع مع صاحبة الصون والعفاف (أم براطم) التي هالها ما سمعت في بادئ الأمر ولكن بعد تفكير أناني منها لكونها وصلت الى سن يصعب فيه أن تجد من يتقدم للزواج بها لأنها في أوساط الثلاثينات وهي تعلم أن هناك بنات في بداية العشرينات ولم يطرق بابهن أحد، فطبقت مثل «العوض ولا القطيعة»، ورضيت بأن تكون الزوجه الثانية لزوج زميلتها ورضيت أن تبني سعادتها على تعاسة إنسانة ثانية أدخلتها بيتها وشربت وأكلت معها، فعند وصول المصلحة الى الذات تعمى كل القيم والاعتبارات. وتزوج بو محمد السمرة الشقرة ونسي أم محمد زوجته الأولى وعياله وكان يعطي معظم وقته لهذه الثانية وأم محمد ساكتة راضية في سبيل أن يأتي يوم ويرجع بو محمد الى طبيعته والله يهداه.
لا أخفي عليك أمرا عزيزي القارئ فبينما أم محمد تسرد لي قصتها مع زوجها المراهق وأم براطم ارتفع ضغطي من برود هذه الزوجة وانكسارها ومن دكتاتورية هذا الزوج وأنانية الصديقة، وقلت لها «الله يخليج بس لا تكملين لأني لا أتخيل أن تكون هناك نساء في هذا الضعف والانكسار في وقتنا الحالي. أنا لا أنشد أن تكون هناك مشاكل مع زوجك ولكن في نفس الوقت كان لابد أن تكون لج ردة فعل وتكون لج كلمة وقرار وليس استسلاما بهذه الطريقة السهلة التي جعلته يتجرأ ويطلب منك أن تقومي بخطبة زميلتك له!».
عزيزي القارئ هذا نموذج محزن بالنسبة لي من بعض الرجال الذين يتخذون الدين والشرع ذريعة فهو يقول ان الشرع حلل أربعا وانه لا يريد أن يقع بالحرام، وسؤالي هو هل تعرف أنت وأشكالك الشرع فقط من هذه الناحية؟ هل ترضى على نفسك بأن تأتي لك زوجتك وتقول لك بو محمد الله يخليك طلقني لأني شفت واحد أحلى من شيفتك وغيفتك وأبي أتزوجه واعيش معاه؟ هل ترضى بأن تقول لك زوجتك بو محمد منو هذا صديقك المملوح بوشامه على خده؟ بالإسلوب التفصيلي نفسه الذي جئت أنت فيه بكل وقاحة وجرأة دون مراعاة لأدنى مشاعر تحملها هذه الزوجة؟ انا ما أقول غير الله يساعدج يا أم محمد ويكون في عونج على تحمل هذا البلاء اللي انت فيه.
آخر الكلام
لم يتبق على العرس الديموقراطي سوى اثنا عشر يوما وسوف نرى مجلسنا الجديد الجميل إن شاء الله، والذي أتمنى أن يكون في صفوفه أناس متفهمة واعية مثقفة هادئة جميلة الشكل والطباع، تعمل بصمت وتعاون مع حكومة نتمنى أيضا أن تكون قوية متماسكة على قلب واحد، وهذا لن يكون إلا عندما تقول أنت عزيزي القارئ كلمتك وتثبت للمرتزقة الذين عبثوا لسنوات وسنوات في الكويت وأهلها وقدموا مصالحهم على كل شي.
فيا كويتي هيا قل كلمتك وقل لا بوجه كل هذه الجحافل الجرارة التي لديها القدرة الفائقة هذه الأيام على التمثيل والبكاء والصراخ والتهديد، وفي صبيحة 17/ 5 سوف تجدها تكشر عن أنيابها بعد أن ضمنت النجاح وتبدأ بالتخطيط لمصالحها وكيفية زيادة رصيدها البنكي الذي اهتز ابان فترة الانتخابات، فارجوك ياكويتي أرجوك أرجوك لا تعطيهم هذه الفرصة بأن يكونوا مرة ثانية في صفوف من يمثلنا في صرح الديموقراطية في بيت الشعب بيتك بيت الأمة، فلنفكر في أبنائنا ومستقبلهم ولنفكر في كويتنا وما آلت إليه من تأخر وتدن بجميع المستويات وبعدها لنقول كلمتنا ونقرر من سيمثلنا فليكن ولاؤنا للكويت والكويت فقط وليس القبيلة وليس العائلة وليس الطائفة فالكويت تستاهل يا كويتي ياللي تحب الكويت وليس يا عميل يا مزدوج والمعنى بقلب الشاعر.