الوطن : 11/11/2009
كتب : أحمد عبدالرحمن الكوس
قبل أربع سنوات ونصف كتبت عدة مقالات وردود على أستاذ العلوم السياسية الذي نادى بحذف وإلغاء مادة القرآن الكريم حيث قال هذا الدكتور الليبرالي: «أريد من وزير التربية أن يكف شر مسؤوليه وتخلفهم عن ابني ليتلقى تعليما جيدا، وألا تذهب فلوسي هدرا، وبصراحة لا أريد لابني ان يجود القرآن فأنا لا اريد اماما ولا مقرئا في سرادق الموتى..».
وكتبت وقتها مقالة هل يرضخ وزير التربية (للـ…) وذلك في اوائل شهر 2005/6 وأتبعتها بمقالي الموسوم «لماذا يكره…. والليبراليون القرآن الكريم»!! وهي كانت تساؤلات استوحيتها من خلال مقالة الدكتور الليبرالي والذي دأب على تحقير الشعائر الاسلامية وتجرأ على خير البشرية رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم وسجن على اثرها شهرا كاملا (خرج بعفو اميري ولم يكمل المدة)، وعندما كتبت مقالتي الاخرى «لماذا يكره… والليبراليون القرآن» كان لدي احساس وتساؤل هل سيعترض هؤلاء الليبراليون وهذا الدكتور الذي قال: «الموسيقى أفضل من القرآن» وأكد جملته هذه والعياذ بالله في احدى مقابلاته مع احدى المجلات الالكترونية الشهيرة، وقولوا لي بالله عليكم ما معنى كلام من يفضل الموسيقى وكلام الشيطان على كلام الله الرحمن سبحانه وتعالى واترك الجواب بلا تعليق للقارئ الحصيف!! بعدما قامت قيامة الدكتور ورفع علي قضية وتم الحكم على شخصي الضعيف شهرين غيابيا وتم معارضة الحكم واستئنافه وحفظ القضية بحمد الله.
والآن نقول ما هي الاسباب التي دعت الوزيرة السابقة وسكوت الحالية إلى التواطؤ على جريمة فرض مادة الموسيقى على ابنائنا في الابتدائي والمتوسط فرضا لازما وتكليفهم بعمل بحوث عن النوتات الموسيقية «دو ري مي فا صو لا».. الخ من خرابيط الالحان والموسيقى والزامهم بعمل تقارير وبحوث عن بعض الملحنين والمطربين وأتوقع شيئا فشيئا ندخل في حياة بعض المطربات والراقصات وساعتها سندخل في دوامة مع ابنائنا لان الوزارة تطلب من الطلاب الدخول الى مواقع موسيقية ومن المعلوم ان بعض المواقع لا تصلح للطلاب لانها مخالفة للآداب، كذلك بالنسبة لطلبات شراء الآلات الموسيقية واحضارها فهي كلها محرمة ولا يجوز شراؤها ولا بيعها ولا استخدامها ويحق لنا ان نتساءل من هو الذي اصدر هذا القرار ومن هي اللجنة التي وافقت عليه وما هي الاسباب؟! هناك اسئلة كثيرة نتمنى من الاخوة اعضاء مجلس الامة كشفها، وهل هناك علاقة للدكتور الليبرالي الذي يفضل الموسيقى على القرآن (نسأل الله له الهداية) بهذه القرارات؟
وهل انتهت وزارة التربية من كل مشاكلها التربوية من الجنس الثالث والبويات والمشاكل الاخلاقية وظاهرة كثرة التدخين بين الطلاب والطالبات وظاهرة العنف في المدارس التي عجزت عنها وزارة التربية واخيرا ظاهرة انتشار الادمان على المخدرات في المدارس!!
لماذا لا يكون البديل للموسيقى مادة اختيارية من قبيل مادة المعلومات التكنولوجية وتاريخ الكويت والاخلاق التي ينبغي غرسها في ابنائنا وغيرها من المواد الهامة في ثقافة المرور والبيئة وما يهم الكويت من معلومات ثرية يجهلها كثير من شباب اليوم الذي لا يقرأ.. ولكن تعال واسأله عن اسماء المطربين واللاعبين تجده يحفظهم غيبا كما يحفظ اسماء اخوانه!!
والآن زادت التربية الطين بلة فهل المطلوب يا وزيرة التربية مزيدا من شباب الدمبكجية والمطبلين ام تخريج جيل من المطربين والمطربات والملحنين والملحنات وذويقة المقامات الموسيقية!!
وكأن الوزارة عندها مواد زائدة وحصص ومناهج لا تدري ماذا تفعل بها وماذا تدرس بها ابناءنا لتأتي وتفرض عليهم مادة الموسيقى، بينما النصارى يخيرون في مادة التربية الاسلامية بالخروج منها والذهاب الى حصص الرياضة او المكتبة.
وانا بدوري ارجو من الوزارة ان تخير ابناءنا الرافضين لمادة الطبل والمزمار والدنامبك المحرمة (الموسيقى) لتُخير ابناءنا اما بالذهاب لحصة الرياضة فالعقل السليم في الجسم السليم، او الذهاب الى المكتبة المدرسية لتتوسع مدارك ابنائنا بإشراف امناء المكتبات ليقضوا وقتا ممتعا في القراءة ويستفيدوا من هذه الحصة في وقت يصنف فيه امة العرب ادنى امم الارض احصائية في نسبة القراءة بسبب فشل مناهج التربية في كل دولنا العربية التي لا تشجع ابناءنا على القراءة وحب القراءة.