طرارات بالنهار وزوجات في الليل
تنبيه عاجل لنساء الكويت.. أزواجكن في خطر
أخطرهن النوع الذي يستهدف الايقاع بالشباب.. ووراءهن مافيا لتشغيل البناتتبدأ الواحدة باستجداد عطف الرجل.. وتنتهي زوجة في فيللا فخمة
كتبت روابـي البنـاي:
في البداية أبارك لكم قدوم شهر رمضان المبارك أعاده الله عليكم وعلى كل من يعز عليكم بالخير والسعادة، وتعودونه أعواما وأعواما. كما أدعو ونحن في هذا الشهر الخيّ.ر الذي تكون فيه الدعوة مجابة بإذن الله تعالى أن يعم الخير على بلدنا الكويت ويقينا شر الفتن، والتطرف الذي ينشده الكثيرون هذه الأيام، كما أدعو أن يفكنا الله سبحانه وتعالى من المطبلين والمنشقين والمتأسلمين، وكل من يريد أن يعبث بأمن وأمان الكويت وأهلها، وأن يقينا شر إنفلونزا الخنازير والبعارين والبقر وكل انفلونزا الحيوانات الموجودة في الدنيا.
موضوعنا اليوم بدأ منذ حوالي ثلاثة أشهر تقريبا، لأن معاملات كروت الزيارة وواسطات اللامانع (وحب الخشوم) تأخذ كما تعلمون وقتا حتى تستخرج، خاصة أن رمضان هذا العام جاء في شهر أغسطس، يعني تزامنا مع اجازات كثير من الموظفين والمتنفذين في البلد.
لكن عند مافيا «الطراريين» لا شيء صعب على الإطلاق، فالكثير منكم لاحظوا منذ فترة ليست بالقصيرة انتشار مجموعات من النساء في مناطق الكويت المختلفة، خاصة المناطق الكشخة، يتمركزن عند الجمعيات والمساجد والدواوين، ويبدأن بتشغيل أسطوانتهن المشروخة التي حفظنها عن ظهر قلب، مع قليل من المسكنة المزيفة حتى يرق قلب الضحية المراد النصب عليها.
الطرارة الآن أصبحت مهنة من لا مهنة له، وكما ذكرت انتشرت بشكل ملحوظ في الكويت، على اختلاف الجنسيات والأعمار، مما سبب منظرا غير حضاري لبلدنا أمام زوارنا الذين يقصدون مشاهدة معالم الكويت الحبيبة. فمن الجرم بحق الكويت والإنسانية أن نحرم الزوار من مظاهر الحياة بالكويت التي اختفت بسبب جماعة «جزاك الله خير»، ونزيد الهم هما بوجود الطرارين، فهذا أمر لا يحتمل ويحتاج تدخلا سريعا من قبل الجهات المسؤولة.
ما دفعني الى الحديث عن الطرارة هو الأسلوب الجديد الذي تسلكه بعض الطرارات اللاتي قدمن الى الكويت بكروت زيارة، وهدفهن المكوث الأبدي بعد انتهاء مدة الكرت. وطبعا المكوث الأبدي في هذه الأرض لا يكون إلا عن طريقين: إما أن يمتن ويندفن في الكويت، أو يحققن حلمهن ويتزوجن كويتيا، وهذا ما ينشدنه وأسرهن وكل الذين على حبلهن.
لذلك تجدهن يستنزفن كل الطرق الملتوية والمستوية للوصول الى هذا الهدف، وللأسف ان كثيرات منهن وصلن اليه، والسبب في ذلك رقة وعاطفة وحنان الرجل الكويتي الذي ينكسر خاطره بسرعة، خاصة للنساء غير الكويتيات، فتجده يصير نزار قباني من صف الشعر المنمق لهن.
أما عندما يأتي الى زوجته أو خطيبته الكويتية فتجد «الوجه الودر» والصوت العالي والجلافة والملاقة، ويا ويلها يا سواد ليلها الكويتية إن دخل «عنتر زمانه» البيت، خاصة في هذه الأيام الفضيلة، وسأل عن الفطور ولم يجد الصنف الذي يشتهيه موجودا على المائدة، فستقوم القيامة على رأس هذه المسكينة.
المهم عزيزي القارئ لا أطيل عليك حتى لا تمل، خاصة أنت صايم وما لك خلق، واليك ألاعيب بعض الطرارات في النصب والاحتيال علينا.
الطرارة عند المساجد
خليفة وفواز من خيرة شباب الكويت الذين نفخر بهم وهما قرة عين والديهما يسكنان في أرقى مناطق الكويت (لا أحب ذكر المنطقة حتى لا أتهم بالطبقية)، ويحرصان على أداء فروض الصلاة بالمسجد المجاور لمنزلهما.
يقول لي خليفة انه لاحظ وجود سيارة يابانية الصنع طراز السنة تنزل مجموعة من النساء كل يوم قبل صلاة العشاء تحديدا بساعة، ويقوم إمام المسجد بالتحدث اليهن كأنه يسدي لهن الأوامر، ثم يدخل المسجد وينتظرن هن في الخارج. وبعد خروج المصلين من أداء فريضتهم وطاعة ربهم، تجد هذه النسوة بانتظارهم كأنهن شياطين، ويبدأن بترديد ما حفظهن اياه هذا الإمام من عبارات استجداء وعطف وغيرها من التمثيليات مع الكثير من الميوعة والدلع. وتصطاد تلك النساء فريستهن من كبار السن الذين لا قدرة لهم على احتمال الدلع، لأن السكر سيرتفع عندهم عند أعلى مستوياته.
الأدهى والأمر في هذا كله أن من يساعد في هذه العملية هو الإمام، فتجده يقف بجانب الفريسة المراد صيدها، ويحاول تزيين هذه الفتاة بعينه مع إعطائه الكثير من الفتاوى التي تحلل الزواج، وأنه مازال شباب، وعليه أن يعيش حياته ما دام الله سبحانه وتعالى أنعم عليه بالمال الوفير الذي يمكنه من فتح عشرة بيوت وليس بيتا واحدا.
وكما ذكرت لكم «الريال الكويتي ماله جبد على الحريم»، فتجده ينخ بسرعة ويستجيب لمطالب هذا الإمام، وبعد يومين تجد هذه الطرارة تسكن فيلا طول بعرض في أحسن مناطق الكويت، ويخدمها خدم وحشم، وتبدأ بمسلسل الطلبات التي لا تنتهي ابتداء باستقدام كل أقاربها من بلدها وإنتهاء بكتابة البيت باسمها، وطبعا هذا كله عسل على قلب الكويتي.
الطرارات عند الدواوين
هذا النوع من الطرارة هو الأخطر، لأنه يستهدف شريحة الشباب. وكما ذكرت ان المافيا التي تشغل هذه البنات وتحركهن كما تشاء، قامت منذ فترة ليست بالقصيرة بدراسة الوضع في الكويت والدواوين ومرتاديها وتهيئة كل شيء حتى تأتي النصابات ويؤدين أدوارهن بكل براعة وسهولة من دون وجود أي عواقب.
فكما تعلم عزيزي القارئ تعتبر الديوانية من سمات المجتمع الكويتي لكونها تجمع الأصدقاء والأهل لتبادل السوالف ولعب «البلاي ستيشن» و«كوت بوسته» وغيرها من الألعاب المسلية، وأكثر مكان تكون الزوجة أو الأم أو الخطيبة والحبيبة مطمئنة على وجود زوجها ورجلها فيه هو الديوانية.
ولكن هيهات لأن الديوانيات لم تسلم من «بنات إبليس» اللواتي يتصيدن رجالنا عند الدواوين بحجة الحاجة، فتدعي احداهن ان والدها تعبان ويحتاج عملية مستعجلة، وأنها على لحم بطنها ولم تذق الأكل منذ سنة، وإذا لم يعطها ويساعدها سوف يتمكن الدود من معدتها.
وبعد أن يرق قلب هذا الشاب المسكين ويعطيها المقسوم، تبدأ بذرف دموع التماسيح وتشغيل إسطوانة ثانية وثالثة حتى يقع فريستها ويعطيها رقم هاتفه، وتبدأ العلاقة بينهما التي الله سبحانه وحده يعلم أين ستنتهي.
طرارات البيوت
هذه الفئة من الطرارات تجدهن «سوبر» يعني لا يمت لقب طرارة إليهن بأي صلة لأنهن «يرسمن على ثقيل»، فتجدهن يقفن عند البيوت، خاصة في فترة الصبح، الفترة التي تجد فيها الخدم خارج المنزل يغسلون السيارات أو يهذبون الحديقة وغيرها من الأعمال، وأصحاب البيوت إما في سبات عميق أو في وظائفهم، فتجد هذه الطرارة تقف كأنها ضلت طريقها نحو البيت المنشود، فتبدأ بسؤال السائق أو الطباخ: «هذا مو بيت ماما لطيفة؟»، فيقول لها: «لا مدام هذا بيت ماما منيرة»، فتقول «إيه ياحليلها شلونها إهي موجودة؟»، فيقول لها انها نائمة، وبعد أن «تدهن سيره» يقول لها كل أسرار البيت.
وما ان تدق الساعة السادسة مساء حتى تجد هذه الطرارة الكشخة موجودة في صالة المنزل تحتسي الشاي مع ماما منيرة، التي تطلب مقابلتها على أساس أنها جارتها في القطعة الثانية، وأنها من احدى الدول الخليجية المجاورة وأن أم عبد العزيز جارتها أرسلتها اليها لكي تساعدها بالإيجارات المتأخرة عليها لأنها سوف تغادر الكويت وينقصها بعض المال.
وطبعا لا يفوق طيبة الكويتيين طيبة، تعطيها ماما منيرة المقسوم وتطلب من أبنائها المساهمة في المساعدة. وما ان ترفع ماما منيرة السماعة لإبلاغ جارتها بأنها قامت بالواجب مع الجارة المسكينة، حتى تفاجأ بجارتها الثانية تقول لها انها قامت بالواجب مع السيدة التي أرسلتها اليها. وفي آخر المطاف تكتشف الاثنتان أن هذه السيدة المسكينة ما هي إلا نصابة خمس نجوم استطاعت أن تجمع مئات الدنانير من البيوت الكويتية بأسلوبها الرخيص.
وأخيرا أحب أن أوجه صرخة بأذن نساء الكويت.. افتحن أعينكن على رجالكن ترا «من سبق لبق، وماكو رياييل وايد هالأيام، وإن قال زوجك أو خطيبك أنه وده يسوي خير قولي له اعطني الفلوس وأنا أوزعها بمعرفتي.. اياني وإياكم تخلونهم.. علشان ماتقولون روابي ما قالت».
الطرارة في الأسواق والجمعيات
هذا النوع هو الأسهل والأكثر انتشارا وتسلكه الطرارت كبيرات السن حتى يستملن عطف وحنان القاصي والداني. فتجد الواحدة منهن تقف عند «عاير» الجمعية وتنتظر الخارجين منها، وعلى حسب عربانة الجمعية ومدى امتلائها، تجدها تتجه بسرعة البرق نحو صاحب العربانة، وتبدأ بالحنة والرنة حتى يعطيها المقسوم، وتذهب إلى غيره.
المضحك بالأمر أنهن بدأن أيضا بالتشرط فلا يقبلن بأقل من خمسة دنانير، وإلا فإن دعوتهن لن تستجاب، كأنهن عندهن واسطة عند الله سبحانه وتعالى لقبول الدعوة من عدمه.
وقد حصل معي شخصيا موقف مع إحداهن. كنت واقفة في أحد مراكز التسوق بجانب سيارتي بانتظار انتهاء العامل من وضع المشتريات فيها، وإذ بإحداهن تقترب منى وتقول لي «الله يخليج، الله يحرسج ويمتمع بشبابج»، الله يزوجج واحد حلو وغني» (الصراحة دعوة حلوة ومضحكة في الوقت نفسه)، وتابعت: «عندي ولد مريض بالسرطان ويحتاج الى إبر وناقصني ثلاثين دينار على سعر علبة الأبر». أعطيتها عشرة دنانير، فقالت: «كمليهم علشان أقدر أشتري الدواء».
أجبتها: «اللي محتاج يرضى لو بدينار، وبعدين عطيني إسم الدواء وأنا أشتريه لج». فتعلثمت وقالت: «خلاص مشكورة، بس صدقيني الله ما راح يعطيج كل اللي تبينه لأنج ما عطيتيني كل فلوس الدواء».
آخر الكلام
دعوة أطلقها من صميم قلبي لكل قرائي الأحباء وهي دعوه للحب والتسامح مع النفس ومع الغير في أيام هذا الشهر الفضيل، فلنسامح من أخطأ بحقنا ونطلب العفو والسماح ممن أخطأنا بحقه، لأننا لا نعلم إن كان رمضان سيعود علينا أم لا؟