رصدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية اليوم اتساع رقعة ثقب الأوزون في المنطقة القطبية الجنوبية بشكل حثيث خلال الأسبوعين الأولين من شهر سبتمبر الجاري إذ زادت من أقل من عشرة ملايين كيلومتر مربع إلى ما يقارب 19 مليون كيلومتر مربع. واضافت المنظمة في بيان صادر عن مقرها الرئيسي هنا ان ثقب الأوزون وان بلغ أقل ما كان عليه في نفس الفترة من عام 2011 لكنه أكبر مما كان عليه في عام 2010 وذلك استنادا الى عمليات رصد أجريت من البر ومن مناضيد لمراقبة الطقس ومن اقمار اصطناعية مشفوعة ببيانات خاصة بالأرصاد الجوية.
وأشارت المنظمة إلى أن ثقب الأوزون في المنطقة القطبية الجنوبية ظاهرة متكررة سنويا في فصلي الشتاء والربيع بسبب انخفاض درجات الحرارة للغاية في الغلاف الجوي الطبقي (ستراتوسفير) ووجود مواد مستنفدة للأوزون.
في المقابل تصل رقعة ثقب الأوزون عادة إلى أكبر مساحة لها خلال النصف الثاني من شهر سبتمبر والى أكبر عمق لها خلال النصف الأول من شهر أكتوبر.
ورأت المنظمة انه من المبكر جدا إعطاء تقرير نهائي عن تطور ثقب الأوزون لهذا العام ومدى نقص الأوزون الذي سيحدث اذ يتوقف ذلك إلى حد كبير على الأحوال الجوية.
لكن المنظمة تشير الى ان درجات الحرارة ومدى زيادة سحب الغلاف الجوي الطبقي (ستراتوسفير) القطبية حتى الآن تبين أن نقص الأوزون سيكون أقل حجما من عام 2011 لكنه قد يفوق النقص المسجل عام 2010 ومن المرجح أن يكون ثقب الأوزون أصغر من ذلك المسجل في السنة القياسية 2006.
وفي حين يؤكد خبراء المنظمة الاممية ان رقعة الأوزون العالمي والأوزون في المنطقتين القطبيتين الشمالية والجنوبية لم تعد تتناقص الا انها لم تبدأ بعد في استعادة المستوى الذي كانت عليه.
ويتوقع الخبراء عودة طبقة الأوزون خارج المنطقتين القطبيتين إلى المستويات التي كانت عليها قبل الثمانينيات من القرن الماضي قبل عام 2050.
الا انه وعلى النقيض فمن المتوقع ان تستعيد طبقة الأوزون الربيعي فوق المنطقة القطبية الجنوبية المستوى الذي كان عليه بعد ذلك بكثير.
ويعزو الخبراء هذه التطورات الا ما وصفته المنظمة العالمية للارصاد الجوية بأنه تطبيق جيد للاتفاق الدولي الرامي إلى القضاء التدريجي على المواد الكيميائية التي تهاجم الدرع الأوزوني الحيوي للأرض على مدى ربع قرن ليشكل نموذجا للتعاون العالمي الناجح في مجال البيئة المتمثل في “حماية الغلاف الجوي من أجل الأجيال القادمة”.
ويشيد خبراء الارصاد الجوية بدور بروتوكول مونتريال بشأن المواد التي تستنفد طبقة الأوزون الذي تم توقيعه في 16 سبتمبر 1978 وحال دون تدمير طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة.
وتؤكد الامم المتحدة “ان الوقف التدريجي على المستوى العالمي لنسبة 98 في المئة من الغازات المستنفدة للأوزون الموجودة في المنتجات الاستهلاكية والصناعية والزراعية جعل طبقة الأوزون تسلك الطريق الذي سيقودها إلى استعادة حالها الطبيعي خلال العقود الخمسة القادمة”.
وتشير المنظمة الى ان “المحافظة على طبقة الأوزون ساهمت في تفادي ملايين الحالات من سرطان الجلد وعتم عدسة العين فضلا عن الآثار الضارة للأشعة فوق البنفسجية على البيئة كما ساهم البروتوكول أيضا في تحفيز ابتكارات مهمة في صناعة المواد الكيميائية والتجهيزات ما أدى إلى إحداث نظم تبريد أكثر فاعلية من حيث الطاقة وأكثر مراعاة للبيئة”.
وساهم بروتوكول مونتريال كذلك في الوقف التدريجي لاستخدام عدد كبير من المواد الكيميائية التي تدمر طبقة الأوزون مثل مركبات (كلوروفلوروكربون) التي كانت مستخدمة بكثرة في الثلاجات.
الا ان الخبراء يرون ان هذه المواد لها عمر طويل في الغلاف الجوي ويحتاج تقليل تركيزها عدة عقود حتى تعود الى مستويات ما كانت عليه قبل فترة الثمانينيات من القرن الماضي فقد بلغت كمية الغازات المستنفدة للأوزون في طبقة (استراتوسفير) القطبي الجنوبي أكبر قيمة لها نحو عام 2000 وهي آخذة في التناقص الآن بمعدل واحد في المئة سنويا.