جريدة الوطن : 3/11/2009
كتب : نبيل العوضي
لماذا بعض كتاب المقالات في جرائدنا تجد اكثر كتاباتهم ضد احكام الدين وقواعد الشريعة الاسلامية؟! ولماذا تجدهم لا يتوقفون عن الاستهزاء والسخرية بأحكام الدين الاسلامي؟! فلم يسلم منهم القرآن الكريم ولم يدعوا السنة النبوية لحالها، تارة يسخرون من الدعاء، واخرى يستهزئون بالاذكار النبوية، واحيانا ينفون السنن الكونية ولا يعترفون بالحكمة الالهية فيها، فلا الغيبيات سلمت منهم ولا احكام الشريعة القطعية احترموها!! فلماذا كل هذا العداء؟!
من الظلم والخطأ ان نجعل كل هؤلاء المعادين لدين رب العالمين في فئة واحدة، فهم انواع واصناف يختلفون حسب منطلقاتهم او مصالحهم واهدافهم، فمنهم رؤوس في الضلال والفساد، ما يبثونه على صفحات الجرائد هو احسن احوالهم وافضل مقالهم، ولولا الخوف من القانون وجرجرة المحاكم لسمعنا وقرأنا العجب العجاب، فما تخفي صدورهم اكبر والعلم عند الله وحده، وما مجالسهم الخاصة والعامة وما ينزفون فيها من وقاحة بحق الشريعة الا قليل من طبيعتهم الفاسدة وعقولهم المريضة.
البعض من هؤلاء «المرضى» يبحث عن الشهرة والصيت في عالم الضياع، ولم يجد أسرع من الطعن بأحكام الدين سبيلا للاسشتهار، ولو استطاع لفعل كما فعل سلفه وبال في «زمزم» ليكون اشهر «الحمقى» في زمن «الرويبضات»، وهؤلاء قد يحصلون على شيء من حطام الدنيا وزينتها، ولكن ما عذرهم عند لقاء ربهم جل وعلا وقد كتبوا استهزاء على احاديث صحاح وآيات بينات واحكام قطعيات، هل سيقولون {إنما كنا نخوض ونلعب} أم سيختم على افواهم وتنطق جلودهم بما كانوا يكسبون؟!
اغرب من هذا وذاك «نساء» ربما اصبن بأذى وحذر في حياتهن من احد «الرجال» فصبوا جام غضبهن على شريعة الله!! يبغين تحميل الدين مسؤولية جرح قديم لازال ينزف في قلوبهن!! فكلما تذكرن ذلك الألم القديم تصورن الشريعة وقفت امامهن!! وحسبن رجال الدين لم ينصفوهن!! ولهذا لا اسهل من العيش طوال العمر طلبا للانتقام من الشريعة التي يظنون انها قيدتهن، فهن يطالبن بابطال كل القيود والتحرر من جميع الاحكام حتى في العلاقات والاحوال الشخصية، ولو علمن مدى حرص الشريعة الاسلامية على المرأة وحفاظها عليها لما قلن وفعلن ما فعلن.
ان تحليل نفسيات هؤلاء الكتاب الذين لا يجدون مادة للكتابة الا الطعن في القرآن والسنة واحكامهما يحتاج الى متخصص في علم النفس وربما وجد المتخصص امورا اكثر دقة مما ذكرت، ولا استغرب ان وجد تفسير لبعضهم انه يبحث من خلال طعنه باحكام الشريعة عن مكان له في بعض الاحزاب «المنتنة»!! او لشهوة في قلبه ومرض يجعله يتقرب لمبتغاه من خلال سبه لكل حكم اسلامي اصيل!! او لغيرها من الاسباب، ولكن مهما تعددت الاسباب فالنتيجة واحدة، هناك من يدعو الناس للالتزام بطاعة الله وتنفيذ احكامه وهناك من يصرف الناس عنها ويشوهها لهم، وسيستمر الصراع ما شاء الله، وهي حكمة إلهية ليتبين الصادق من الناس في دينه ممن هو مرتاب مذبذب، لكن النهاية ستكون حتما بانتشار نور الله في الارض وتمامه عليها، ولو كره المعاندون، والعاقبة دوما ستكون للمتقين {فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون}.