كتب : د.علي صالح العمير
هذا العنوان غير مبالغ فيه، فإن الدولة مهددة بالدمار والخراب نتيجة بروز مشكلة نوعين من المسرحين، النوع الاول هم الذين اجبروا عنوة على تقديم استقالاتهم من القطاع الخاص واصبحوا عاطلين من العمل من دون مزايا ولا رواتب وعددهم تجاوز الالفين، تجاوب الحكومة مع مشكلتهم كالذي يجذف بأرض سبخة. فقد انتهى قرار مجلس الوزراء الاخير إلى تشكيل لجنة للنظر باوضاعهم وكأن الحكومة مغيبة تماما عما يجري بالبلد، لو استمرت مشكلة هؤلاء الشباب او كبرت فلن تجد شابا يقبل فضلا عن ان يطمح الى ان يتوجه للقطاع الخاص، وهذا معناه تضخم الجهاز الحكومي والباب الاول من الميزانية، ومعلوم ان الحكومة لن تستطيع توظيف 250 ألف شاب خلال الـ 15 سنة القادمة، الغريب ان الحكومة لا تريد ان تحمل القطاع الخاص اي تبعات ولو على الاقل بالاستمرار بصرف الرواتب إلى ان تجد حلا مناسبا للمسرحين الذين لا يقلون خطورة عن هذه الشريحة وهم الطلبة الذين يقارب عددهم 50 ألف طالب اتجهوا لجامعات خارجية اغلبها اشبه بالدكاكين وقطعوا شوطا بالدراسة في مجالات عديدة وعويصة، والآن وبعد ان تمسكت وزيرة التربية بالقرار الذي صدر قبل توليها الوزارة والقاضي بسحب الاعتراف من تلك الجامعات وبأثر رجعي اصبح هؤلاء الطلبة في مأزق، فلا هم استفادوا من اموالهم واوقاتهم ولا من شهاداتهم. ما يندى له الجبين ان بعضهم حصل على موافقات قبل بدء دراسته من التعليم العالي ثم تبعه رفاقه لنفس الجامعات بناء على الموافقة التي حصل عليها الاول، وفي الساعات الاخيرة من عمر الحكومة ومن دون اشتراك التعليم العالي بالموضوع قررت الوزيرة السابقة ارسال فود لتقييم الجامعات وانتهت الوفود إلى سحب الاعتراف من تلك الجامعات ومن الطلبة الذين يدرسون بها، أكيد ان اهم سبب لهذه المصيبة هو الخلاف الحاد بين الوزيرة والوكيلة الذي وصل إلى المقاطعة والخصام، هؤلاء المسرحون مصيرهم كارثة خاصة بعد ان رفعوا دعاوى قضائية، فإذا حكم القضاء ببطلان دراستهم فمن يعوضهم خاصة ان بعضهم سلك السبل الصحيحة بأخذ موافقة التعليم العالي قبل دراسته، واذا ألزم القضاء وزارة التعليم العالي باعتماد شهاداتهم واكمال دراستهم فكيف سنقبل هؤلاء في وظائف تتعلق بحياة المواطنين وتنمية البلد وقد حكم فنيا على شهاداتهم بأنها غير صالحة بل مزورة في بعضها. هاتان الشريحتان من المسرحين هما في ذمة الدولة وستصاب بنكسة المسرحين ما لم تبادر لانقاذهم ليس كرد فعل مؤقت وانما كعلاج طويل الامد يستفيد منه كل من يأتي بعدهم .