جريدة القبس : 15/6/2009
كتب : خليفة الخرافي
حين أتاني بلاغ للحضور الى قصر العدل الشامخ بعدله، لمواجهة المحكمة للاستماع الى اقوالي في ما نُس.ب اليّ من اتهامات من قبل جهاز امن الدولة، وحين دلفت الى قصر العدل وسرت في ممراته الطويلة، انتابتني مجموعة من المشاعر تخللتها ذكريات عدة متنوعة، تداخلت فيها الصور واختلطت فيها الاحاسيس، وأخذتني هذه الافكار والهواجس بعيدا، وسألت نفسي: هل وصل التخبط لدى بعض سياسيينا الى قبولهم بدخول احد ابناء بلدهم معتقل امن الدولة ظلماً وبهتاناً بسبب رأي مجتزأ ومنقوص ادلى به في مقابلة قناة فضائية منذ اكثر من سنة؟ علماً بأن القانون لا يجرم اي رأي بث او نشر بعد مرور ثلاثة اشهر من تاريخ بثه او نشره، حيث يسقط قانونيا ولا يحق لاحد رفع قضية بعد مرور هذه الفترة! وما يحزنني حزناً كثيراً للاسف الشديد، انه لم يحاول احد سواء من مثقفين او اعلاميين او قانونيين، ولا من تكتلاتنا واحزابنا (اسلامييها وليبرالييها) وجمعيات النفع العام المعنية بالدفاع عن الدستور والقانون، ان يرى الظلم الذي وقع على خليفة الخرافي، الذي وجهت اليه اتهامات ظالمة وجائرة وباطلة وملفقة، بأنني قمت بالمساس بالذات الاميرية، والتي يعلم الله انها لم تخطر ببالي قط، فأنا من ربيت على احترام وتقدير قيادتي الكريمة، وكيف يتغافل ويتجاهل من يظنون انهم لديهم الجرأة والشجاعة للوقوف امام الظلم والجور والتعدي على القانون والدستور، وقد حصل ما حصل لي وظهر امام الملأ وتبين للجميع بشكل واضح لا لبس فيه ان اسلوب وطريقة الاتهام داخلها كثير من الشك والريبة، حيث اعتمد الاتهام على اساليب «مفبركة» لا ترقى الى الادانة، فهل يعقل ان تقوم اداة الاتهام ودلائلها على اسس غير سليمة قانونياً وغير دستورية؟! وما يدل على ذلك انه يجب وينبغي ألا تكال الاتهامات جزافا وبهتانا وباطلا، فيتم ارسال قوات امن الدولة الى منزلي لاقتيادي واعتقالي في «زنازين» امن الدولة بسبب مداخلة في مقابلة تلفزيونية مجتزأة ومنقوصة، وتم قطعها بشكل متعمد ومقصود، مما ادى الى ان تظهر وجهة النظر للمشاهدين والمشاهدات ناقصة وغير مكتملة، وينطبق عليها مثال اقتطاع الآية الكريمة «ويل للمصلين» وكأن قرآننا الكريم ينهى المسلمين عن الصلاة!
•••
• لكون عنوان زاويتنا 2/8/90 إن من أهم أسباب سرعة تحرير الكويت من براثن الطغمة الصدامية الباغية هو أن أرض الكويت الطاهرة لا يضام ولا