كتبت روابي البناي:
تحدثنا الأسبوع الماضي عن تصرفات بعض الحريم وسلوكياتهن قبل الزواج وبعده، ومدى تأثير هذه التصرفات غير المسؤولة على مسار الحياة الزوجية ومصير الأبناء الذين يعانون مرار التشتت بين المحاكم والقضايا بسبب طيش الأم وتعنت الأب..
وكما ذكرت عزيزي القارئ، المرأه ليست المسؤولة عن ضياع الأسرة، لكن هناك بعض الرجال، أو بالأحرى أشباه الرجال، الذين يقومون ببعض التصرفات الطائشة اللاواعية، التي لا تصدر حتى من مراهقين وليس من أزواج تعدوا سن الرشد ووصلوا سن اليأس. لكن ماذا عسانا أن نقول عن من يعانون المراهقة المتأخرة؟
اليوم سوف أستعرض بعض التصرفات الطائشة التي يقوم بها بعض الأزواج، وتسبب ضياع وهدم كيان أسرة بكاملها لمجرد نزوة أو طيش يمر به عمود هذه الأسرة.
أولا:
أول سنة أحبك وأموت فيك.. وبعدها هي والطوفة واحد
كثيرا ما سمعنا عن قصص الحب والهيام التي يسردها حديثو الزواج خاصة بعد رجوعهم من رحلة شهر العسل، وفي السنة الأولى من الزواج، فتحرص الزوجة على أن تتكلم بكل فخر واعتزاز أمام صديقاتها وزميلاتها في العمل عن تصرفات زوجها الرومانسية وكرمه واغداقه عليها بالهدايا بمناسبة ومن دون مناسبة، وعن كلام الحب الذي يفشل «مهند» أن يقوله لـ«نور» من شدة رومانسيته وعذوبته، فيكون لسان حال صديقاتها وزميلاتها «عسا الله يعطينا ريال مثل ريلج».
طبعا هذه الزوجة تكون في قمة سعادتها وهي تروي حكاياتها ومغامراتها مع زوجها لكل من يصادفها، وتجد علامات الاعجاب والذهول في الوقت نفسه من تصرفات هذا الزوج المحب العاشق الولهان لهذه الزوجة.
وكما ذكرت لك عزيزي القارئ هذا الحب والوله لا يتعدى فترة زمنية محدودة إن طالت تصمد للسنة الأولى للزواج فقط، يظهر الزوج بعدها على حقيقته ويكشف عن القناع الذي يلبسه، فيبدأ مسلسل التذمر والملل يدخل حياة هذين الزوجين، ويبدأ الزوج بممارسة حياة العزوبية التي اعتاد عليها قبل الزواج، فيتأخر خارج المنزل كل يوم، ويتعذر بالديوانية وتجمع الشباب ومشاهدة المباريات.
ويبدأ أيضا بترديد إسطوانة «أبي أسافر مع الربع»، ويكرر جملة «بطلع البر وبروح الشاليه» بشكل اسبوعي غير مكترث بوجود هذه الزوجة في حياته ويتركها كأنها قطعة أثاث قديم بالمنزل، متناسيا مشاعرها وأحساسيها واحتياجاتها النفسية والعاطفية والغريزية له.
وما ان تسأل الزوجة المسكينة الزوج عن سبب هذا التغيير المفاجئ الذي طرأ على حياتهما وجعلهما يتحولان من «قيس وليلى» إلى «توم وجيري»، حتى تهب الأعاصير والعواصف الرعدية لتعصف بحياة هذه الزوجة، ويبدأ الويل والوعيد لها من أنها في حالة تفوهت بكلمة اعتراض مرة ثانية سيكون مصيرها الطرد من حياته. فهو رجل حر لا تمسكه امرأة، فحياته الخاصة ملكه فقط، وليس لها الحق بسؤاله أين يذهب ولماذا يتأخر، وإن لم يعجبها الوضع الذي هو عليه «فالباب يسع جمل».
ولا يكون في يد هذه الزوجة غير أن تصبر وتحتسب عند الله سبحانه وتعالى خيرا في أن يغير من طباع هذا الزوج الذي تحول فجأه من عاشق ولهان لا يقدر أن يفارقها لحظة واحدة إلى واحد «ما يشتهي يشوف ويهها».
وعندما تقوم هذه الزوجة بعمل تغييرات وتجديدات لحياتها الزوجية كعمل new look لشكلها مثلا بهدف لفت انتباه هذا الزوج، تجد كلمات الاستهجان والاستخفاف والتطنز، كأنه ملك جمال العالم. فأقل ما يتفوه به هذا الزوج «انت شمسويه بعمرج؟؟؟». وإذا كان من النوع الوقح يقول «ياشين السرج على البقر».
فماذا عسانا نقول في مثل هذه النوعية من الرجال التي بلانا الله بها، وما أكثرهم هذه الأيام؟
نحن لسنا ضد أن يخرج الزوج مع اصدقائه ويسافر معهم، لكن الاعتدال مطلوب في كل شيء، فلماذا أيها الزوج تشعر بأنك بعد الزواج سوف يكون ملفوف على عنقك قيد من حديد سوف يمنعك من الحراك؟ فالزواج شراكة مقدسة بين اثنين مبنية على الحب والتفاهم والثقة، وليس مجرد عقد يربط بين اثنين يشهد عليه اثنان تكون سعادتهما فيه وقتية.
ثانيا:
حبيبتي أريد أن أبدأ مشروعا وبحاجة إلى فلوس
عقلية هذا النوع من الأزواج عادة ما تكون جهنمية واجرامية في الوقت نفسه، لأنه يخطط و«يشنص» على الهدف الذي ينوي أن ينقض عليه قبل الزواج، فتجده يقوم بعملية بحث واسعة وشاسعة على الفتيات الراغبات في الزواج، خاصة ممن تقدم بهن العمر ولديهن مال وجاه ونفوذ، أو تكون هذه الفتاة تعمل في وظيفة محترمة براتب عال، فيبدأ بوضع خطة محكمة تفشل المباحث الفدرالية بوضعها لنصب شباكه حول هذه الفتاة ولفت انتباهها.
وطبعا هذه الخطة تكلفه الكثير من سيارات تأجير ودشاديش أم متر أربعين دينارا وأكثر، وساعات تقليد درجة أولى، واشتراك في ناد صحي من فئة الخمسة نجوم وأكثر، وكل هذا لأنه واثق تمام الثقة بأن العائد عليه سيكون أكثر وأكثر.
وفعلا ما ان تقع عيناه على الهدف المنشود، حتى تبدأ الأساليب المدروسة لإيقاع هذه الفريسة الثمينة في شباكه، فيتكلم بالانكليزية مرة وبالفرنسية مرة أخرى حتى تقول هذه الفتاة «واااو.. هذا حده كول يعرف لغات»، علاوة على أنه ينتظرها خارج عملها أو ناديها الصحي أو المطعم الذي تتردد عليه لكي يلفت نظرها بسيارته الكشخة التي أجرها لمدة شهر، وهي المدة المطلوبة لإيقاع هذه الفتاة بحبه وغرامه.
وفعلا يتم لهذا الرجل ما يريد وتقع الفتاة في شباكه بعد أن يوهمها بحبه واعجابه الشديد بها وبجمالها واخلاقها، ويقول لها انه مستغرب جدا من أن واحدة في جمالها لم تتزوج حتى هذه اللحظة، لكنه يضيف قائلا ان عدم زواجها جاء لمصلحته حتى يلتقي بها ويحبها ويتزوجها.
طبعا لا تصدق هذه المسكينة خبرا من أن هذا المملوح الكشخة الذي يتكلم لغات يحبها ويموت عليها ويريد أن يتزوجها، فتصدقه وتسلم له نفسها وكل ما تملك. وما أن يمضي أسبوع على زواجها بها حتى يبدأ بالشكوى لها من أنه يمر بضائقة مالية بسبب الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم، وان تجارته وحلاله تأثرا سلبا من جراء هذه الأزمة لأنه وضع كل ما يملك في سوق الأسهم والعقار.. وحتى سوق «الجت» وضع فلوسه فيه.. وأنه يريد مساعدتها.
وهنا تتصرف هذه الزوجة المسكينة بكل سجيتها وطيبتها، من منطلق أنه لا فرق بين فلوس الزوج والزوجة، وان الزوجة «السنعة» تقف إلى جانب زوجها وقت الضيق والشدة. فان كانت تملك المال والعقار، تجدها تسحب مبلغا كبيرا من رصيدها أو تبيع عمارة من عماراتها، وتعطي هذا الزوج النصاب الفلوس التي يحتاجها. وإن كانت تعتمد على الله وعلى معاشها تذهب في الصباح الباكر إلى البنك وتقدم طلب قرض على راتبها لتعطيه لهذا الزوج أيضا، وهي تقول في نفسها: «أنا ما صدقت على الله اني تزوجت، فلا بد من وقوفي بجانب زوجي وأبو عيالي في أزمته.
لكن هذه الطيبة المسكينة لا تدري المصير المظلم الذي ينتظرها بعد أن يأخذ هذا الزوج مبتغاه منها، فمصيرها إما الطلاق أو أنها ستركن كقطعة أثاث قديمة لا فائدة منها في البيت، فما بني على باطل فهو باطل.. فهذا الزوج النصاب لم يتزوجها حبا بسواد عينيها، لكن رغبة منه بالنصب والاحتيال عليها وعلى ما تملك، وهنا تكمن الطامة الكبرى.
فإما أن ترضى بما قسمه الله لها من نصيب مع هذا الرجل النصاب، أو تنضم إلى قافلة المطلقات في الكويت.
ثالثا:
التمشي في الحديقة وتلفونات آخر الليل
أما هذا النوع من الأزواج فهو من وجهة نظري أكثرهم إجراما ونكرانا للجميل. فهذا النوع يطلق عليه «النسونجي» أو «زير النساء»، فهو يعتقد أنه ملك زمانه وأن امرأة واحدة في حياته لا تفي بالغرض، لذلك تجده يملك 4 هواتف نقالة، واحد للزوجة والعائلة، والثاني للعمل، والثالث للأصدقاء، أما الرابع الذي لا يكون مسجلا عادة باسم فهو لمغامراته العاطفية ولهوه العابث.
فهذا الزوج أو المراهق الكبير، واقول كبير لأنه للأسف بعض الأزواج ممن يقومون بهذه التصرفات الصبيانية لديهم أبناء في سن الزواج، لا يحترم شيباته التي تملأ شعره ووجهه، ولا يضع اعتبارا لزوجته وأم عياله التي تحملت «ضيمه وظلايمه”، فتجده يمارس نزواته الشيطانية علنا أمام زوجته، من دون أدنى اكتراث لمشاعرها. فما ان يرن جرس هاتفه النسائي حتى تجد أساريره تهللت وتغيرت ملامح وجهه، فبعد ان كان «مقلدم» في وجه زوجته، تجد الابتسامة تكاد تخفي ملامح وجهه لأن المتصلة واحدة من بنات إبليس اللاتي لا شغل لهن ولا عمل سوى تخريب البيوت العمرانة، وما أكثرهن للأسف هذه الأيام. فيرد عليها بصوت يملأه الحنان والحب، ويخرج لكي يتمشى في حديقة منزله أو في الحوش لكي يتسامر مع محبوبته.
هذه بعض الأمثلة التي تعاني منها بعض البيوت الكويتية من جبروت وتمرد ومراهقة بعض أشباه الرجال الذين نتمنى زوالهم حتى تقل نسبة الطلاق في الكويت.
فيا أيها الزوج لا بد أن تقف مع نفسك وقفة جادة وصريحة لتعيد حساباتك بحق هذه الزوجة المسكينة التي طالما تحملتك وتحملت بلاويك التي لا تعد ولا تحصى ووقفت بجانبك في عز أزماتك، فهي تستحق ان تعاملها معاملة حسنة وأن تكون وفيا لها وتكافئها بإخلاصك وحبك لها.
آخــــــر الكـــــــــــلام
موضة جديده تجتاح الأراضي الكويتية مؤخرا هي «البلاك بيري»، فجميع الكويتيين بجميع الفئات أصبحوا مهمين وأصبح لديهم أعمال تحتاج وجود هذا الجهاز التقني الذي لايستعمل في البلاد الأخرى إلا من قبل رجال الأعمال لإتمام الصفقات. لكن هنا في الكويت، بلد «الهبة» يختلف الأمر، فالصغير قبل الكبير لديه «بلاك بيري». وعندما سألت احداهن ممن يقتنين «البلاك بيري» عن سبب شرائها لهذا الجهاز، قالت: «روابي شفيج الجهاز حده قز»!!
سألتها: «يعني شنو حده قز»؟.
أجابت: «يعني الجهاز حده لويه حده واو.. يعني انت تقدرين تتعرفين على اللي تبينه بس مجرد تاخذين BBM ماله ويضيفج عنده وبس».
للأمانة صدمني ردها، ولم أستطع مجاراتها في الكلام حول «البلاك بيري»، لأنني شعرت بالشفقة على كل من يحمل هذا الجهاز من دون هدف. لكنني أحب أن أقول للأستاذ العزيز أسعد البنوان: ترى ذبحتوا الناس يابو أحمد من كثر خدماتكم المميزة والمتعددة شوي شوي علينا.