جريدة الرؤية : 28/5/2009
كتب : د.علي صالح العمير
خلال الفصل التشريعي الماضي وجه النائبان صالح عاشور وأحمد لاري اسئلة لوزيرة التربية حول مواضيع تضمنها منهج الصف العاشر تتعلق بزيارة القبور والتوسل بالأموات، وقد ردت وزارة التربية من خلال تصريح نشر بالصحف على لسان الموجه العام للتربية الإسلامية السيد أحمد المنيفي، بين فيه ان مناهج التربية الإسلامية تحترم جميع الطوائف ونفى ان يكون منهج الصف العاشر قد سمى الطائفة الشيعية بعينها، وانما ركز المنهج على ان الطلب من الأموات مناف لعقيدة المسلم، واضاف ان النائبين تفهما وجهة نظر الوزارة وهي ان الاموات هم بحاجة لدعاء الاحياء وليس العكس.
وقد أعجبني ما جاء على لسان المنيفي من قوله ان هذه اخطاء واقعة بين عموم المسلمين وعلينا معالجتها، وقال ان منهج التربية الإسلامية المعتمد في الكويت يتبع مذهب أهل السنة، وهنا لا يعيب الطائفة الشيعية، وهو يستوعب جميع الطوائف والمذاهب الفقهية ويطرح ما أجمع عليه علماء السنة دون التركيز على مذهب معين.
هذا الرد الشافي من الموجه العام يكفي للرد على من يحاول من جديد اذكاء الفتنة بالمجتمع واتهام المناهج بأنها تكفيرية، وهل يعقل ان نمنع تدريس التوحيد الخالص وبيان حرمة التوسل بالاموات لان هناك من يرى مشروعيتها، خاصة انه يعترف بقوله ان نسبة من يعتقد بمشروعيتها لا يتجاوز العشرين بالمئة، هذا على فرض ان ابناء الطائفة الشيعية كلهم يرون مشروعية التوسل بالاموات والاستغاثة بهم. هذه المطالبات بتعديل مناهج التوحيد هي مطالبات تأزيمية ومن شأنها ان تخلق عطباً في الوحدة الوطنية وشرخا قد لا يلتئم، كما انها صدرت من نواب جدد لم ينظروا بعين فاحصة لما قدمه اخوانهم النواب، أو على الأقل قد سألوا عنه حتى يبدأوا من حيث انتهى الآخرون، فضلاً عن انهم لم يؤدوا القسم الدستوري ولم يباشروا عملهم كأعضاء مجلس.
لذلك نرى أنها بداية مبكرة لقرع طبول التأزيم التي لن يسكت عنها من يرى أنها مثيرة للفتنة والطائفية.