جريدة الرؤية : 21/5/2009
كتب : د.علي صالح العمير
ها نحن قد خضنا الانتخابات وظهرت النتائج وطويت الصحف. عدنا بتوليفة اختلفت عن سابقتها بدخول أربع نساء وتراجع التيار الإسلامي ورموز التيار الليبرالي وتفوق الشيعة والحكوميين في بعض الدوائر وتراجعهم في دوائر أخرى. بعد إعلان النتائج عادت الحركة الدستورية بثلث نوابها بشكل أحادي وعاد التجمع السلفي بنصف اعضائه بشكل ثنائي وبعض المستقلين الذين تقهقرت ارقامهم ومراكزهم.
كنا قد حذرنا من مغبة الاندفاع نحو ما يؤدي الى حل مجلس الامة ولكن وكما قيل:
بذلت نصحي لقومي بمنعرج اللوى فلم يستبينوا نصحي إلا ضحى الغد الأهم من ذلك ان سمو الأمير قد رأى تكليف سمو الشيخ ناصر المحمد بتشكيل الحكومة المقبلة وهي الحكومة السادسة في عهد الشيخ ناصر المحمد، ونحن إذ نهنئ سموه فإننا على ثقة ان الشيخ ناصر يستطيع ان يصل بالعلاقة بين السلطتين الى بر الأمان، وذلك بتأسيس منهجية جديدة تختلف عن إدارته للحكومات السابقة.
منهجية تبادر من خلالها الحكومة الى تقديم خطتها التنموية كي تصدر بقانون وبرنامج عمل محكم فور تشكيلها مدعم بالمشاريع التنموية ومزود بخطة زمنية للإنجاز. كما أنني على اقتناع، ولا أعتقد ان القارئ الكريم بعيد عن هذا الاقتناع، أن الحكومة المقبلة لن يكتب لها ان تعمر طويلاً ولا أن تبني «حيطة» ما لم تكن حكومة إدارة ازمات ومواجهة استجوابات.
وإذا صدق القول إن القيادة العليا بالبلد ستحافظ على المجلس والحكومة من أي زلزال سياسي أو اعصار برلماني فإن هذا لن يكون يسيرا ما لم تتغير منهجية الحكومة في مواجهة الاستجوابات، ولو تصورنا ان الحكومة ستفر أو تنهزم كما فعلت بالسابق اذا قدم الاستجواب فإن استمرار الحكومة والمجلس سيكون مرهونا بمدى اقتناع النواب بعدم تقديم استجوابات. كل ما نتمناه ان نقدم شيئا للوطن والمواطن قبل أن نصل إلى سكة السد.
هناك شيء آخر وهو أن على الحكومة الا تركن لردود الأفعال وأن تكون مبادرة، نريدها مبادرة مسؤولة لا عشوائية أو استفزازية، خاصة ان بعض النواب هم مستفزون اصلا وبدأوا بوضع الفيتو على بعض الأسماء وخاصة الشيوخ منهم.
وأستغرب حقيقة تصريحات غير مسؤولة تخرج احيانا من نواب واحيانا من وزراء وتنسب إلى أكبر رأس بالبلد، مثل التصريحات التي تقول بأن الانتخابات عكست الصورة المشرقة للكويت بانتخاب سيدات، أو تلك التي تقول بأن المواطنين قد أحسنوا الاختيار. نحن لا نعلم مدى قدرة المجلس المقبل على العطاء والإنجاز، ولكن كل الذي نعلمه أن إخوة افاضل غادروا المجلس ولم يكن لهم ذنب في أي توتير سياسي، وهؤلاء يسوؤهم هذه التصريحات غير المسؤولة.
وختاماً أجد لزاما علي أن أسطر جزيل شكري وعظيم امتناني لكل من أولاني ثقته ومن ساندني بحملتي الانتخابية حتى حققنا النجاح، كما أتقدم بخالص شكري لرفيق دربي المهندس نصار العبدالجليل الذي ساندني وساهم معي مساهمة فاعلة، ولا يفوتني أن أشكر أسرته الكريمة بدءا بوالده ووالدته حفظهما الله ووصلاً بأبنائه وبناته. وأسأل الله أن نكون عند حسن ظنهم وأن نقدم شيئا ملموساً للوطن والمواطنين.