بدوي يذبح ولد عمه… وحضري يمص دم الغواص (1/2)
جريدة القبس : 13/5/2009
الكاتب : خليفة مساعد الخرافي
في مقابلة على قناة الشاهد الفضائية الجديدة (التي تقوم بالبث التجريبي حاليا) وفي برنامج «ديوانية الوشيحي» الذي يقدمه الإعلامي البارز محمد الوشيحي، كان موضوع المقابلة «المواطنة» وكان المحاور الآخر د. فارس وقيان الشمري، وكان هدف المقابلة تسليط الضوء على ماهية الأسباب التي تؤدي إلى ضعف المواطنة لدى البعض ومن باب تحمل المسؤولية الكبيرة التي تقع على كاهل كل إعلامي وسياسي وأكاديمي، لهذا فمن الواجب ألا تتم إثارة الضغائن وللأسف الشديد فالبعض يقوم باستخدام المفردات الاكاديمية المنمقة التي تعطي انطباعا بالقدرات الخطابية العالية لتسويق الأحقاد والضغائن التي تضعف المواطنة من خلال التركيز على أمور فردية وهامشية واعتبارها ظاهرة عامة، ويتجاهل الخلل الاكبر بشكل متعمد ويغفل ظواهر كبيرة خطيرة ومخربة للمجتمع الكويتي وتؤدي إلى تفكيكه.
فالطرق والاساليب التي يستخدمها بعض الأكاديميين لا تليق ولا تتناسب مع اللقب الأكاديمي الذي يتقلده البعض، وهذه ظاهرة نراها لدى الكثير من الأكاديميين الكويتيين الذين يحتم عليهم مركزهم الأكاديمي مسؤولية كبيرة لإصلاح وتطوير المجتمع وليس تفكيكه من خلال إثارة البغضاء والضغائن والكراهية، ونرى بشكل واضح عدم استخدام هؤلاء الأكاديميين الطرق العلمية والموضوعية والمنهجية في طرح وجهات نظرهم، حيث نستغرب ان بعضهم يعتمد على خلط الأوراق وعلى عدم دقة المعلومات وصحتها، وقد يصل الى التدليس والافتراء اللذين لا يتماشيان ولا يتوافقان مع مقومات وشروط البحث العلمي. ومثال على ذلك حين ذكر د.فارس وقيان الشمري ـ (قانون الغوص الكويتي الذي قدم سنة 1938وأقر سنة 1940من قبل المجلس التشريعي الثاني وسوف تقوم جريدة القبس بنشره بعد غد الجمعة والذي ينظم العلاقة بين مالك السفينة والغواص، إذ أن طبيعة الظروف المعيشية قاسية وصعبة في تلك الحقبة بحيث لا يتنازل صاحب الدين الذي اخذ السلفة من مالك السفينة والذي سيطالب به مالك السفينة للغواص ومن ورثته من بعده لتسديد الدين او اخذ رهن (منزل الغواص) وهذه الممارسات ما زالت تنفذ وتطبق على الديون في الوقت الحاضر في العالم اجمع من خلال المؤسسات المصرفية التي تقوم برهن المنازل والاستيلاء عليها بعد ذلك لاستيفاء الدين)، كان من الواجب على د. فارس الاَّ يثير قضايا قديمة تثير الفتن والشقاق بين المجتمع الكويتي من خلال اعطاء امثلة غير صحيحة، حيث ذكر د. فارس جاهلا او متعمدا انه من حق مالك سفينة الغوص ان يستولي على زوجة الغواص الذي لم يتمكن من سداد دينه وهذا افتراء محض ليس له اي صحة ولا يتماشى مع قديم واخلاق اهل الكويت ولا يتوجب ان يقوله اكاديمي يحترم نفسه وشهادته العلمية.
* كفانا اثارة للفتن التي لا طائل منها سوى خراب البلد، لهذا نتمنى ان يقوم نواب مجلس الامة القادمون والحكومة المقبلة بتشكيل لجنة حتى تكشف جهل وكذب وادعاء البعض الذي لديه شعور كاذب انه مظلوم بينما هو يتنعم بنعم كثيرة وعديدة لا تحصى ولا تعد ولكن للأسف الشديد نراهم لا يحمدون الله ولا يشكرونه على نعمه.. فالفتنة نائمة لعن الله من يوقظها.. لعن الله من يوقظها.. لعن الله من يوقظها.. ان اسهل امر هو اثارة الفتن والشقاق بين افراد المجتمع ولا يحتاج بطولة، ومن يقم به فاما انه عدو لوطنه واهله، او جبان او احمق او جاهل، بينما لم شمل المجتمع يحتاج الى الحكماء من اهل الوطنية الحقة الصادقة.
* تحية مملوءة بالشكر والتقدير والاحترام لاخوة د. فارس وقيان الشمري على روحهم الطيبة والوطنية والكريمة ونحترم كثيرا ارومة اصلهم الطيب من قبيلة شمر الكريمة العزيزة على قلوبنا.
* نحمد الله على عودة سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد من رحلة العلاج غانما سالما مشافى معافى.
** لكون عنوان زاويتنا 2/8/90
ان ممارسات الحكومة بعد فترة التحرير مباشرة من تخبط وضياع وفوضى وتسيب رافقه فساد ادى الى ممارسات خاطئة أدت الى مشاكل عديدة مزمنة ما زلنا نعاني منها الى يومنا هذا، فأصبح الفساد مستشريا وقويا بحيث لم يعد احد قادرا على ايقافه، فاختلط الكاذب بالصادق واصبح اللص يتكلم عن النزاهة والشرف واصبح الجبان يسيطر على الدولة بشجاعة زائفة لانه لم يجد من يوقفه واصبح المتلبس بالدين يتكسب من الدين ويخدع الناخبين (الا من رحم ربي) واصبح الاكاديمي يخلط الحق بالباطل. (يتبع)
———————————————————————————
بدوي يذبح ولد عمه… وحضري يمص دم الغواص (2/2)
جريدة القبس : 13/5/2009
الكاتب : خليفة مساعد الخرافي
أثار د. فارس وقيان الشمري، في مقابلة قناة الشاهد، التي تحدثنا عنها في مقالة أمس، موضوع انتخابات المجلسين التشريعي الأول عام 1936 والتشريعي الثاني عام 1938، وعدم رضاه بأنه كان يحق الانتخاب فقط لنخب محدودة من المتعلمين والفاعلين في الاقتصاد الكويتي، ولم يكن يحق لأبناء البادية والبحرية من عامة الشعب أن يصوتوا، وكان الحاكم والشعب في تلك الحقبة يعتمدان على هذه النخب الفكرية والتجارية، فقد كانوا عموداً أساسيا في الدولة وكان يغلب على نظامهم نظام الشورى ويعتمد على أهل العقد والربط، ومع هذا كله يعتبر أهل الكويت جميعا أن ما حدث في مجلس 1936 وما بعده مباشرة، أمر مفصلي في مستقبل الكويت، فلولا تضحيات هؤلاء المؤسسين، الذين منهم من دخل السجون ومنهم من استشهد في سبيل وطنه، لما كانت الكويت تنعم بالديموقراطية التي يفخر بها الكثيرون، وأيضاً للأسف الشديد يستفيد البعض من هذه الديموقراطية، ويتكسب بالواسطة وكسر القوانين، بسبب ضعف الحكومة.
فأستغرب كثيراً، لماذا لا ترى بعض العيون إلا «القذى» في العين الأخرى؟! حيث نرى النفس العنصري البغيض المعجون في كلمات وعبارات ومفردات وجمل منمقة وفخمة، لكنها تحمل سمّا زعافا بسبب تخيلات وتهيؤات وشعور كاذب بالظلم، حيث يعلم د. فارس الوقيان انه شخصيا م.ن أكثر مَن دللته الدولة وميزته وسهلت له أموره حتى يتمكن من أن يحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون الشهيرة، فلماذا هذا الطرح الذي يخلط الحق بالباطل، والذي يفبرك الأمور لأهداف وغايات لا يعلم بها إلا الله تعالى، والتي لا تؤدي إلا إلى إثارة العداوة والبغضاء بين المجتمع الكويتي؟!
«إن لكل فعل رد فعل مضادًّا له في الاتجاه ومساويا له في القوة»، أما في قضايا الفتن فيزداد رد الفعل قوة، فقد يذكر أحدهم طرحا مضادا بأن قبائل البادية قبل مائة عام كانت تتقاتل مع بعضها البعض، كما يقوم أبناء العمومة بقتل وذبح بعضهم البعض، فييتمون ويثكلون ويرملون نساءهم، وكان ذلك يعد فروسية وبطولة، وليس همجية وإرهاباً وإجراماً، وكان النهب والسلب يعدان من أبناء العمومة كسباً ونصراً وفخراً، فالحمد لله كثيراً أن أخرجنا من الظلمات إلى النور.
فليس من البطولة أن ننكأ الجروح بالغوص في التاريخ لنجد معلومة يستفيد منها طرف لضرب الطرف الآخر، فمن الواجب علينا جميعاً أن نصلح ولا نخرب وأن نبني ولا نهدم وان ننشر القيم الطيبة والجميلة والمتسامحة بين أفراد المجتمع الواحد، ولا يكون ذلك يا د. فارس إلا بأن نناشد وننادي نوابنا، الذين يعجب البعض منا بهم، بأن يوقفوا توسطهم بكسر القوانين وألا يثيروا النعرات الطائفية والفتن لتمزيق المجتمع.
نعلم جيداً أنه لو قام د. فارس بعمل بحث منذ ما بعد فترة التحرير مباشرة إلى يومنا هذا.. فإنك يا دكتور لن تُفاجأ حين تجد الغالبية العظمى من معاملات الواسطة لكسر القوانين والنظم واللوائح هي لشريحة وفئة تظن جهلاً أنها هي المظلومة، ولو طلبت كشفاً بالذين تم إرسالهم للعلاج في الخارج، وهم ألوف مؤلفة، لوجدت أيضا ان غالبيتهم العظمى من هذه الشريحة نفسها التي يتملكها شعور كاذب بأنها هي المظلومة.
• ستظل زاوية 2/8/90 تحارب بقوة شديدة كل قيادي ونائب وأكاديمي فاسد وجبان ولص ومتقاعس ومخرب ومثير فتن، مهما كان موقعه، وليغضب من يغضب وليرض من يرضى، اننا نؤمن بمقولتي ان «الرزق على الله»، «ونعم بالله».
• ردّا على المكالمات والرسائل واللقاءات المباشرة في المناسبات الاجتماعية، التي أشعر ان فيها من الحب والتقدير الكثير من أهل الكويت بسبب انسحابي من الترشح من انتخابات أمة 2009.. ليس لي رد سوى ان أدعو الله عز وجل ان يكتب ما هو خير لي ولبلدي وأهلي.. وليعلم الجميع أن هذه المحنة والتحديات ومحاربة البعض لي، زادتني قوة وعزما وإصرارا، وحملتني مسؤولية أكبر نحو أهل بلدي وقيادتي، الذين أكن لهم فائق التقدير والحب والاحترام.
• عمار يا كويت، عمار يا كويت بطيب أرضك الطاهرة المعطاءة، عمار يا كويت بطيب أهلك، عمار يا كويت بطيب حكامك.. ان شاء الله دوم دوم دوم عمار يا كويت.. (انتهى)