جريدة الرؤية : 6/5/2009
كتبت : وضحة أحمد جاسم المضف
د.أسيل العوضي مرشحة الدائرة الثالثة صرّحت في بيان دفاعي عن رأيها في مناقشة قضية الحجاب مع الطالبات داخل إحدى القاعات الدراسية في جامعة الكويت، بداية أود التوضيح: نحن لا نشكك بأن د.أسيل من أسرة كريمة ملتزمة دينيا، ولكن أدعو د.أسيل إلى هذا الحوار الهادئ:
عزيزتي د.أسيل ربما نتفاوت نحن النساء في الالتزام بالأمر الرباني الخاص بالحجاب تقصيراً وعصياناً لا تفريطاً ونكراناً، خصوصا إذا ما صادف في النفس ضعضعة بسبب ذنوبنا، ولكي نكون على مستوى الوعي المناط بنا – كمسلمين – يجب أن نعلم يقينا أن الحجاب ليس عادة أملتها علينا العادات والتقاليد، ولا هو تراث تتميز به مجتمعات بعينها، بل هو أمر رباني وعبادة نتقرب بها إلى الله عز وجل.
عزيزتي.. الحجاب فرض وواجب على نساء المسلمين لا يقبل التبديل والتغير، لأنه ثابت بكلمات الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [سورة الأحزاب]، تأملي عزيزتي جيدا في هذه الآية تجدين بها ما يدل دلالة واضحة على أن الحجاب شرع الله وأمره لعامة النساء وليس قصرا وخصوصية لنساء دون نساء، ثم أليست أمهات المؤمنين هن القدوة للنساء المسلمات، وقد أمرهن ربهن بالحجاب وهن أطهر نساء العالمين، فكيف بغيرهن؟! ، ثم إن الأوامر الربانية بما فيها الحجاب لا يجوز تجزئتها ولا تسطيح الوعي فيها، ولا أتصور أن يكون أي أمر رباني قابلا للنقاش والجدل، فهو أمر ملزم في كل زمان ومكان.
عزيزتي .. ألا تشاطريني الرأي أن الحجاب أكثر مسايرة للحضارة والتقدم، ألا ترين أن الدارس لأحوال الشعوب البدائية يلاحظ أنها متخلفة وعارية من القيم والمثل والدين والاستقامة وعارية حتى من اللباس في بعض الشعوب البدائية، وأن أول مظهر يعبر عن انتقال شعب من الشعوب من الحالة البدائية إلى الوضع الحضاري هو التمسّك بهذا اللباس، أفلا يكون التفسخ والعري معبرا عن اتجاه رجعي وانتكاسة إلى العهد البدائي ويكون التمسّك بالدين والقيم بما فيها الحجاب تعبيرا عن اتجاه تقدمي.
عزيزتي.. ألا تتفقين معي أن في الجعاب الكثير من المواضيع القابلة للطرح وإثراء النقاش في قاعات الدراسة لتحفيز الطالبات على التفكير واختبار قدرتهن على دعم حجتهن ومنطقهن عن طريق وضعهن أمام حجة ومنطق آخر أرقى وأفضل، وتحافظين بها على خطوطك الخلفية بدلا من النقاش في مواضيع محسومة ربانيا، ألا تخشين عزيزتي من هذه الأطروحات والنقاشات التي تعتقدين أنها تحفز وتستفز الطالبات وأن ما تفعلينه هو دور أستاذ الفلسفة الذي لا يدلي برأيه الشخصي بتاتا في قاعة المحاضرات بل يقوم بدور المحفز والمستفز والمخالف الذي يسمى بالسفسطة كما تدّعين في بيانك الدفاعي.. ألا تخشين عزيزتي من أن يتهمك البعض بالتفكير الشاذ والتحريض على نزع الحجاب، والترويج المبطن لفكر تحرري لا يمتّ إلى ديننا الإسلامي العظيم بصلة، كما يحدث ويُثار حولك الآن، ولا أحسبك كذلك، وأنت في أمسّ الحاجة لاستقطاب أكبر عدد من الأصوات لكي تحققي طموحاتك وطموحات المواطنين للنهوض بكويتنا الحبيبية.
عزيزتي.. كلنا نتفق أننا نعيش في بلد ديموقراطي، والديموقراطية الكويتية بنيت على النهج الجدلي، وأن مناقشة أي آراء جدلية قابلة للرفض أو القبول، كمناقشتك مع الطالبات أمور المرأة خلال الدرس ورئيس مجلس الوزراء لكي تري ردة فعل الطالبات وقدرتهن على تفنيد الآراء لمعرفة قوة حجتهن وتعويدهن على طرح آرائهن وتقبل الرأي الآخر بكل أريحية، فتأكدي أخيتي هذا النقاش الجدلي، نشجعك عليه، وبلا شك نمارسه نحن مثلك ونفعّله حتى في منازلنا مع الإخوة والأبناء والأحفاد، لكن نختلف معك أختي الكريمة عندما تقومين بمناقشة أمور ربانية محسومة، ويحق لنا بعدها أن نصوّب ونصحح، وتذكري أن الواجب يتطلب منا جميعا أن نتحمّل المسؤولية الملقاة على عواتقنا لتنشئة جيل صالح داخل مجتمع منفتح يمزج بين التحديث والالتزام بالقيم والثوابت الدينية.
عزيزتي.. أختم بالكاتبة الأميركية هيليسان ستانسبري ـ وهي صحافية متجولة تراسل أكثر من 250 صحيفة أميركية، ولها مقال يومي يقرأه الملايين، فقد قضت في إحدى العواصم العربية عدداً من الأسابيع، فلما عادت إلى بلادها قالت: «إن المجتمع العربي كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشاب في حدود المعقول، فعندكم أخلاق موروثة تحتم تقييد المرأة، وتحتم احترام الأم والأب، وتحتم أكثر من ذلك هدم الإباحية الغربية التي تهدم اليوم المجتمع والأسرة في أوروبا وأميركا.. امنعوا الاختلاط، وقيّدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوروبا وأميركا».
عزيزتي.. أرجو أن يكون المعنى وصل بكل شفافية، وإلا فلك أن تستوضحي وتستزيدي مني شخصيا، فإذا رغبتي في ذلك فعلى الرحب والسعة، فما أردت من هذا المقال إلا التناصح والتصويب والتصحيح، راجية الخير لك كما أرجوه للجميع، وفقنا الله وإياك لخير هذا الدين ورقي هذا البلد وصلاح هذا الجيل، راجية لك التوفيق في يوم الاستحقاق الانتخابي في 16/5/2009. اللهم اجعل آخر كلامي في الدنيا لا إله إلا الله محمد رسول الله، فما كان من خير فمن الله وما كان من شر فمني أو من الشيطان، اللهم لا تجعلني ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
سبوت لايت:
أتقدّم بالشكر الوفير لكل ما قام بتقديم العزاء لي بوفاة فقيد الكويت الغالي أخي خالد أحمد جاسم المضف سواء بالحضور شخصيا أو بالاتصال أو إرسال مسج، لا أراكم الله مكروها في عزيز يا أهل الكويت الكرام، إنا لله وإنا إليه راجعون.
رد على التعليق السابق
الكتابة تقول في مقالها (( نتفاوت نحن النساء في الالتزام بالأمر الرباني الخاص بالحجاب تقصيراً وعصياناً لا تفريطاً ونكراناً، خصوصا إذا ما صادف في النفس ضعضعة بسبب ذنوبنا ))
والأخ في التعليق السابق ترك كل المقال وما جاء فيه من أمور مقنعة ونقاش هادئ بخصوص أمر رباني وتفرغ لإنتقاد شخص الكاتبة وحجابها وترك أساس الموضوع
سيدتي وضحه مسالة الحجاب هي فرض صحيح ماقلتي لكن لاارى ان وجهك البالغ الجمال بارك الله لك فيه , ووضع مساحيق الزينه واخراج خصله بسيطه من شعرك الاسود ان هذا الحجاب او حققتي الغرض من الحجاب والغايه وهو الستر وعدم الفتنه رجاء عندما نريد ان نحاسب الاخرين نبداء بانفسنا هداني وهداك الله الى سوا السبيل