جريدة القبس : 21/4/2009
كتب : خليفة مساعد الخرافي
أستغرب كثيرا، واستغرابي مقرون باليأس والحزن والضيق، حين أرى بعض نواب الأمة وبعض القياديين اصبحوا من كبار الملاك وأصحاب الثروات الطائلة، علماً بأنهم قبل أن يتقلدوا مناصبهم كانت أحوالهم المعيشية محدودة أو متوسطة مثلهم مثل غالبية أهل الكويت، الا أن هؤلاء أصبحوا من نخب المجتمع، ولم يبلغوا هذه المرتبة المالية العالية من خلال توفير بعض المبالغ من رواتبهم المحدودة، ولم يرثوا من آبائهم ميراثا، حيث ان آباءهم أيضا من أصحاب الدخل المحدود والمتوسط، ولم يكسبوا من تجارة لأنهم لا يفقهون شيئا فيها. وترى هؤلاء الذين استغلوا مناصبهم يرتدون البشوت المطرزة بالذهب «دربوية»، وتجدهم في الصفوف الأمامية، حيث يجدون التوقير والتقدير والاحترام من مسؤولي الدولة، ولا أحد يسأل من أين أتى هؤلاء بهذه الثروة الطائلة، وبعض الخبثاء يقولون ان هؤلاء قد وجدوا مصباح علاء الدين. والاستغراب الاكبر، الذي يشعر فيه الشعب بالاحباط الشديد، هو أن يتم اختيار هؤلاء نوابا في مجلس الامة من قبل الشعب، علما بأن الشعب يعلم جيدا ان هؤلاء المرشحين للنيابة عن مجلس الامة تحيط بهم علامات استفهام كبيرة عن مصادر ثرواتهم الضخمة. ولذلك نتساءل: الى متى يسرح ويمرح هؤلاء ولا تتم مساءلتهم من احد المسؤولين عنهم، ولا يوجد من يردعهم؟! فلا يهابون ولا يخافون ولا يستحون لأنه ليس هناك ما يجبرهم على كشف ذمتهم المالية، بينما تجد قوات الأمن مستنفرة وجاهزة وعلى أهبة استعدادها وبكامل عدتها وعتادها لاحضار مواطن قال كلمة منذ فترة طويلة لم تعجب البعض هذه الأيام، ويتعرض هذا المواطن للضبط والاحضار والمساءلة والتحقيق.
• حتى تكون الدولة دولة مستبدة متجبرة وظالمة فلا تحتاج الا الى مائة موظف امني يتم اعطاؤهم سلطات فيرهبون البلاد والعباد، وهذا ليس من البطولة في شيء، بل ان البطولة هي احترام حرية المواطن واحترام القانون.
نحمد الله أننا في بلد ينعم بالعدل وسيادة القانون، ويظله الله بالأمن والأمان والاستقرار بسبب ثقة حكامه بشعبهم ومحبة شعبهم لحكامه.
• لكون عنوان زاويتنا 90/8/2 ابان مرحلة الغزو وخلال فترة اعادة الإعمار بعد التحرير، استغل البعض مناصبهم استغلالا سيئا، حيث لم يكونوا أمناء على أموال الدولة ولم يتعرضوا للمساءلة.
• نتذكر جميعا القصيدة الرائعة للأمير عبدالرحمن بن مساعد «احترامي للحرامي» التي يقول فيها:
«احترامي للحرامي صاحب المجد العصامي
يولي تطبيق النظام أولوية واهتمام ما يقرب للحرام
إلا في جنح الظلام صار في الصف الأمامي احترامي للحرامي».