جريدة الوطن : 9/5/2009
كتبت : وضحة المحمد
* اللي هذا أوله…
نحن كنساء نوقر الديوانية ونستشعر هيبتها مهابة لمن فيها، لذا ترانا نحرص حتى على ألا نمر أمام الديوانية وقت تجمع الرجال فيها.. وهذه من لطائف الانوثة ومظاهر الحياء التي بها نفخر ونتباهى…
أما ما تفعله بعض المرشحات من دخول الى ديوانيات الرجال فهو تحد ليس للرجال بل لنا نحن النساء، إذ تظهرنا بما نبرأ منه، وتحطم ما نعتز به… فإن كان هذا أول ما تقدمه المرشحة للناخبة فإن ما كان هذا اوله أكيد «ينعاف تاليه» راجية أن يتذكر الجميع أنها «هي» من دخلت لا… «نحن».
* سؤال وجيه…
منذ سنوات ألقى زعيم خليجي خطابا في الولايات المتحدة امتدحته وسائل الإعلام الامريكية واثنت على محتواه، لكنها تمنت لو انه كان قد التزم لباسه الوطني أثناء القاء الخطاب، كدليل على أهمية التمسك بالهوية، كما أن جميعنا يرى أفواج السياح شرقا وغربا لا يجذبهم إلا تراث الشعوب ولا يتوقفون إلا أمام تاريخ الأمم، ولا يثير اعجابهم مثل المتمسك بهويته المستحضر لأصالته…
فما بالنا في الكويت اليوم ندعو إلى محاربة العادات والتقاليد والتخلي عنها لنظهر بمظهر الذين لا امتداد لهم؟ لم هذا الحرص الأعمى على محو الواننا الزاهية والتحول إلى حالة اللالون التي تجعلنا شبها للكل! في زمن يوقر فيه أصحاب الهوية؟!
* تشريعات… الملح!
أنا.. وأنت.. وجميع العقلاء لا نعيب على الطبيب عجزه عن وضع مخطط هندسي ما، ولا نعيب على المهندس جهله بوصف علاج لمرض ما، وكلاهما قادر في مجاله..
من هذا الباب دعونا نناقش جانب الحدود التشريعية عند المرأة بواقعية، فالمرأة جبلت على التعامل بدقة مع شؤونها الخاصة وهذه مهارة مطلوبة لتنظيم مسؤولياتها المنزلية الصغير منها والكبير، بدءا من ضبط درجة الملح في طعامها.. إلى.. تقويم سلوك ابنائها.. هذه الدقة مهارة تصلح للشؤون الخاصة والعائلة المحدودة بل هي ضرورة.. ولكن خروج هذه الدقة لتفرض على الشؤون العامة يوقعنا في… كارثة..
فالتشريعات العامة يجب ان تتسم بالمرونة التي تجعلها صالحة ومريحة للجميع وهذا امر ستصدم المرأة المشرعة به ولن تُحسن التعامل معه… ومن أدلة ذلك ما قامت به بعض المرشحات حين قمن بتعطيل مشروع حقوق المرأة المدنية والاجتماعية الذي اعده اخونا الرجل واشتمل على كثير من البنود المرنة التي منها على سبيل المثال السماح للمرأة بالتقاعد بعد خمس عشرة سنة وظيفية فتفرح من احتاجت للتقاعد وتكمل من ارادت الوظيفة، فلم يعجب ذلك المرشحات وتحركت لديهن غريزة «الضبط» على ما يردن، فادعين أن ذلك ابعاد للمرأة عن الحياة الوظيفية وطالبن بتقييد التقاعد بسن الاربعين فضيقن الواسع و.. صعبن اليسير..
ألم أقل لكم انها غريزة ضبط الملح في الطعام.. نتمنى ألا تصبحن من المشرعات ولا تتمكن من رقاب الناخبات.
* الحدادة… طريق للمجلس!
«كثر الدق يفك اللحام».. يبدو ان هذا هو الشعار الحقيقي الذي تعمل المرشحة بمقتضاه ومعها من ناصرها، حيث امسكت هي بالمطرقة ووضعوا هم السندان في محاولات مرهقة لفك لحمة الشعب الكويتي بعاداته وتقاليده.. وقد كان بالامكان عدم التعرض لادائها هذا والاكتفاء بنظرة شفقة نلقيها عليها ودعاء لها بالهداية، كان بامكاننا ذلك لأننا نؤمن بالديموقراطية الناضجة ولكن الاسلوب الذي اتبعته المرشحات لتسويق انفسهن بادعاء تمثيلهن المرأة الكويتية يدعونا كي نقول لها: عزيزتي «الحدادة».. عفوا أقصد.. المرشحة اعذرينا إن لم نر اللوك الجديد والالوان والبهرجة التي تحرصين على الظهور بها لتذكرينا بأنوثتك، فقد ازعجنا طرقك على رؤوسنا، وضايقنا العرق على جبينك وانت تميعين اوامر ديننا.. واعلمي ان -طويل العمر- الرجل قد كفاك الكثير…. فاستريحي.
ما أحوجنا في هذا الزمان لأمثالك
لتكون في خندق الدفاع عن المرأة والعادات الأصيلة التي نكاد نفقدها
شكرا لك ايتها الكاتبة وضحة المحمد