جريدة الوطن : 23/4/2009
كتب : نبيل العوضي
الندوات الانتخابية التي ستنتشر في البلاد طولاً وعرضاً وتنقلها الفضائيات ويحضرها الآلاف من الناس للأسف أغلبها لا تؤدي المقصود ولا تلتزم لما وضعت من اجله، حتى تحولت بعض هذه الندوات الى ساحة (هايد بارك) أو (حلبة مصارعة) ليس فيها إلا طرف واحد!!
يا ليت المرشحين يتكلمون عن نظرتهم ورأيهم في مشاريع التنمية في الكويت وحلولهم المقترحة وأفكارهم، وإن كانوا نواباً سابقين أن يتم توزيع ملخص بإنجازاتهم ومشاريعهم المقدمة خلال فترة وجودهم بالمجلس توزع على الحاضرين لتتم مساءلتهم ومناقشتهم بها، وأن يسمح لأي شخص من الحاضرين بمناقشة المرشح ولا يجوز بأي حال منع أي شخص من الحديث أمام الجمهور، فهذه هي الحرية التي يطالب بها المرشحون، أما منع المعترضين من الحديث حتى وإن كانوا (مندسين) كما يحلو للبعض تسميتهم أو تحريض الجمهور عليهم أو ربما تخويفهم فهذه ليست حرية وليست ديموقراطية.
لماذا لا يحترم بعض المرشحين عقول الناس ويتكلم بالمنطق والأدلة والحقائق والأرقام بدل الصراخ أو الكلام الإنشائي، ولماذا لم نسمع عن مرشح استعان بوسائل ايضاح ورسومات بيانية تسهل على الجماهير فهم حجم المشكلة ووسائل علاجها، واختصار الكثير من الكلام (المكرر) للمرشح او الانشائي الذي لا قيمة له اثناء الحديث عن مشكلة الاسكان او البطالة او الامن او التعليم او الصحة او غيرها من المشاكل، الا اذا كان المرشح لا يعرف استخدام وسائل الايضاح او لايفهم لغة الارقام او لا يحسن التحدث باسلوب علمي ومناقشة الحقائق فهذه مشكلة اخرى!!
كم أتمنى لو تتحول بعض المخيمات الانتخابية الى مناظرات فكرية وعلمية جادة يديرها متمكنون في ادارة المناظرات والحكم في النهاية للجمهور، فما المانع ان نرى مناظرة مثلا في جدوى لجنة الظواهر السلبية في المجلس بين احد اصحاب التيار الإسلامي واحد اصحاب التيار الليبرالي، او مناظرة في مشروع الاستقرار المالي بين مؤيد ومعارض، او مناظرة في قوانين الجنسية و(البدون) بين توجهات متعارضة، او حول لجنة ازالة التعديات، او اي قضايا اخرى يستفيد منها الجمهور بدل السباب والشتائم وإظهار العضلات لاننا ندرك ان اكثرها لدغدغة المشاعر وإثارة العواطف وبعد الوصول للكرسي الاخضر تتغير الاحلام وتتبدل المواقف او يكون بالخفاء ما لا يكون بالعلن، الا من رحم الله من المرشحين.
باختصار نحن نريد ندوات انتخابية تحترم العقول وترقى بمستوى الناس الى مستوى يجعل العملية الديموقراطية ايجابية وسلمية، فالصراخ والسباب يجيده الكثيرون اما المنطق والعلم ومناقشة الحقائق بأدلتها الصحيحة فلا يجيدها الا القلة الذين يستحقون الاصوات بجدارة.
***
من الخطأ ان يقول البعض اننا بخير لأن من تم اعتقالهم بجلسون في غرفة خمسة نجوم!! ولم يتم وضع القيود بأيديهم!! ولم يتم سحبهم من فرشهم او ضربهم وجلدهم أو اخفاؤهم!!.. للأسف بدأنا نرجع للوراء فبدلاً من أن نعترض على منع الناس من الانتقاد وان كان جارحا، وبدلاً من ان نتأسف على الحريات التي بدأت تتراجع اصبحنا نقارن بالدول الديكتاتورية والدول الشيوعية في الماضي لنقول اننا ما زلنا بخير!! وهذه المرة ليست الحكومة تدافع عن اخطائها بل بعض الحقوقيين والاعلاميين والمفكرين!! وعش رجباً تر عجباً!!.. انا لا أويد بعض اساليب المرشحين ولكن تصرف الحكومة ايضا غير مقبول ابداً!
***
يا ليت الحكومة عندما تعاملت بقوة مع من يتعرض لرموز الحكومة، يا ليتها تعاملت بقوة مع من تعرضوا للاسلام وطالبوا بالغاء المادة الثانية في الدستور وتعديلها وازالة الدين الاسلامي منها!! فهل هذه الحرية عند الحكومة مقبولة؟! وكذلك من يطالب اليوم بالتطبيع الكامل مع اسرائيل!! هل تعتبر مطالبته التي تنسف عقيدة الولاء والبراء وتصادم مشاعر جميع المسلمين وتهدم آخر ما بقي من كرامة لهم، هل تعتبر مطالبته لا تستحق المساءلة؟! ما لكم كيف تحكمون؟!