جريدة اوطن : 22/4/2009
كتب : خالد سلطان السلطان
لما رأى يوسف عليه السلام أن مناصب الدولة جثى عليها من لا يستحق عرض نفسه على الملك فقال { اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم } والملك أيضا ليس بالساذج فعنده معرفة بيوسف عليه السلام وتاريخه وصدقه في البلاء وعزة نفسه تجعل منه أهلاً لتولي زمام الأمور فتولاها، وهكذا تسير الدنيا ويأتي الزمان ويضطر الرجل المتدين لركوب هذه الولايات ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويصلح ما أفسده الناس، عملاً بما تقوم به الطائفة المنصورة (لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم) ليتحقق لهم إقامة شرع الله والآخذ بيد الناس لمرضاة الله.
اليوم كشر أهل الباطل عن باطلهم واجتمعت الأفكار الرديئة مع بعضها البعض وذلك من أجل الوصول للسلطة التشريعية من أجل إحقاق الباطل وإبطال الحق والتضييق على شرع الله بسن قوانين مخالفة ومعادية وذلك باسم الحرية والتقدمية والحقيقة من أجل العبودية الباطلة والتخلف الجلي.
فأقول لكل من سولت له نفسه بترك المعركة الانتخابية ترشيحاً وانتخاباً اتق الله وألزم ثغر العلماء الذين قالوا بوجوب حضورك لهذا الميدان الخطير واعمل مع إخوانك الذين لا هم لهم إلا مصلحة الناس والخوف على أموالهم وأعراضهم ودمائهم وعقولهم ودينهم فوسيلتهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بسن قوانين تتوافق مع الكتاب والسنة مجنبين الناس كل ضلال وضرر فشعارهم { إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت }.
فتخيل معي هذه الصورة القاتمة مجلس بلا هوية إسلامية ولا شخصية دينية ولا من يحمل لواء الشرع فهل تستبعد إقرار الخمور أو النوادي الليلية أو صالات القمار أو السماح للفنادق بالتسكين بلا هوية و و و… باختصار سترى كل ظلام وظلم بوجود مجلس رجاله لا يحملون هم الإسلام ولا يستمعون لأحكامه.
شمر عن ساعديك واعمل لإنجاح من تراه يتقي الله يخاف على البلاد ويوالي أهل البلاد يعمل لمصلحتهم ويدفع الشر عنهم.