جريدة القبس : 14/4/2009
كتب : خليفة مساعد الخرافي
فلتان الحرية لا تحكمه أخلاق ولا مسؤولية ولا جزاء ولا عقاب، حتى أصبح الجبان والوقح بطلين بالتهجم وقلة الأدب على الجميع من دون استثناء، بينما تجد أكبر شارب من هؤلاء لا يجرؤ على إبداء أي ملاحظات ولو تافهة في مناطق أخرى مجاورة، وقد وصلت تهجماتهم إلى حد الوقاحة والشتم البذيء، ويدعون كذباً أنه للمصلحة العامة بينما هو فقط لتحقيق مصالحهم ومآربهم الخاصة باستخدام أساليب قذرة بالتطاول على الشرفاء، معتمدين على قوة الأوتار الصوتية في حناجرهم لإخراج صوت عال ٍبأسلوب فيه الكثير من التهجم والتطاول الزائد الذي لا داعي له، المقرون بالتهكم والسخرية والاستخفاف بالآخرين من كرام القوم وشرفائهم، وقد قبح الله هذه الأصوات التي لا تبني ولا تعمر، بل تخرب وتدمر، ويصح في أصواتهم العالية النشاز المزعجة قول الله تعالى «إن أنكر الأصوات لصوت الحمير» سورة لقمان. لقد وصل هؤلاء الجبناء مدعو البطولة إلى تحدي سلطة الدولة وقوانينها، ولهذا من الواجب على الدولة أن تطبق القانون بحزم وبقوة على من يجرم بإتيان هذه الأعمال المشينة والسيئة حتى تتم المحافظة على كرامة وحقوق الآخرين وهيبة الدولة، ويجب أن تكون يد القانون فوق الجميع وأن تضرب بحزم وبقوة وبشدة على هؤلاء، إن هيبة الدولة والسلطة أمر لا يجب التفريط فيه، والا تجرأ الجميع من دون استثناء على التعدي على القانون، وحسناً فعلت السلطة حينما أصرت وعزمت على إزالة التعديات على أملاك الدولة والتي بدأت بإزالة تعديات أبناء الأسرة الحاكمة الكرام وكبار المتنفذين، وبعدها قامت بالتطبيق على عامة الشعب وتقبل الشعب ذلك من دون اعتراض ورضخوا صاغرين لهيبة الدولة، ولو لم تتم إزالة
هذه المخالفات والتجاوزات، لزادت واستشرت هذه الممارسات السيئة بشكل يختلط ويتداخل ويضيع ما تملكه الدولة وما يمكله الفرد وتزداد القناعة الخاطئة بان المخالفات والتجاوزات وفق القانون، وللاسف الشديد اصبحت الفوضى والتجاوزات تمثلان ثقافة عامة عند البعض، لهذا نتمنى من السلطة اذا كانت فعلا جادة في تطوير البلد، من خلال تطبيق النظم واللوائح والقوانين ان تطالب وزراءها وقيادييها بعدم قبول واسطات المرشحين حاليا، او حتى بعد ان يدخلوا تحت قبة البرلمان كنواب، فما خرب البلد لمدة خمسين سنة الى اليوم هو اذعان ورضوخ وخوف وجبن بعض وزراء وقياديي الدولة من سطوة النواب، مما يؤدي الى الموافقة على تمرير معاملات مخالفة ومتجاوزة لنظم وقوانين البلد لهؤلاء النواب المخربين اعداء الوطن، والتي فيها ظلم لكثير من ابناء الوطن ممن لا يجدون من يكسر لهم النظم واللوائح والقوانين، وادى الى جعلهم لا يثقون بان هناك قانونا يطبق على الجميع يحكم الدولة، والدليل على انشغال كثير من نواب الامة والبلدي بالواسطة هو عدم حضورهم لعقد الجلسات، حين تعقد اللجان المهمة بسبب انشغالهم لانجاز الواسطات المخربة وتجوالهم على ادارات الدولة ومؤسساتها بشكل دائم وبأسلوب اقرب للتسول والمهانة، يجمع بين التذلل والابتزاز، حيث اننا لا نرى هذه الممارسات الشاذة والمنظر القبيح في الدولة ذات الديموقراطية المتطورة، وهذا يستهين بكرامة كل من النائب والمسؤول، وينظر لنا المراقبون الدوليون بنظرة فيها الكثير من السخرية بسبب ان الدولة تدار بهذا الشكل التعيس والمزري والمخجل والمهين، والذي لا يدل باي شكل من الاشكال على ان البلد يدار على اسس سليمة وقوانين واضحة تحترم، بل هي اقرب واشبه بما يدور في قرى نائية وهجر في وسط الصحراء يحكم ادارة الامور فيها الجهل والفزعة. وينسى هؤلاء جميعا ان دولة الكويت هي دولة متطورة منذ نشأتها، فما اوصلها الى هذا الدرك الاسفل ليس سوى حكومات يديرها وزراء متخاذلون وقياديون غير صادقين في وطنيتهم ولا حبهم لبلدهم، فيخضعون ويذعنون لهؤلاء المخربين من مرشحين ونواب، والعلة تكمن في قياديينا الضعفاء، فهؤلاء القياديون هم من خربوا البلد بسبب استسلامهم وضعفهم وهوانهم الذي جرأ عليهم هؤلاء المخربين. إن بطولات البعض الزائفة وشعبيتهم الرائجة ترجعان إلى تواطؤ السلطة معهم، وليست لمعارضتهم المزيفة التي عرفت بالصراخ العالي، حيث إن السلطة تسهل لهم الواسطات بكسر النظم واللوائح والقوانين، وإلا كيف تقوم الدولة وتدفع تكاليف لعلاج مريض كويتي في الخارج على حساب الدولة، وبعد أن يصل إلى أرض الوطن معافى مشافى، تجد اللافتات بعد وصوله تشكر العضو الذي قام بالتوسط ولا تشكر الحكومة، وهذه هي من مهازل تخبط الحكومة.
•••
• لعن الله الطائفية البغيضة التي حولت من يختبئ في جبال «تورابورا» المحاذية للحدود الأفغانية، لمحاربة أعداء من الأشباح وتهيؤات وتخيلات أنهم يرفعون راية الإسلام ويعتبرونهم من الأبطال الأجلاء، ويشيدون بهم ليل نهار، بينما من يحارب العدو الصهيوني ويدعم المقاتلين الفلسطينيين البواسل بالعتاد والأموال لا يقفون معه ولا يؤيدونه.
•••
• نهنئ فريق كرة الماء الكويتي على إنجازه المشرف لفوزه ببطولة الخليج التاسعة.
•••
• لكون عنوان زاويتنا 2/8/90 نتذكر ان من أسباب ضياع الكويت في ما قبل الغزو وبعد التحرير مباشرة وإلى يومنا هذا هو تخبط الحكومات لأنهم لم يكونوا رجال دولة، ومن أهم صفات رجل الدولة قوة الشخصية ونظافة اليد، اللتان تؤديان إلى ثقة كبيرة جداً في النفس، ولا يهاب في الحق أحد مهما علا شأنه، وهذا ما يفتقده كثير من وزرائنا وقياديي دولتنا.