جريدة القبس : 19/4/2009
كتب : عبدالمحسن الجار الله الخرافي
من يتابع أخبار الكويت من خارجها يترحم على حالها، وهي في الواقع أفضل وأجمل مما تعكس وسائل إعلامها، خصوصاً ما يتصل بأحوالها وصراعات أهلها.. فيما بينهم من جهة، وبينهم وبين حكومتهم من جهة أخرى.
صحيح أن هناك انفلاتا في معيار حرية التعبير حتى وصلنا الى مرحلة تحدي المنظومة الأمنية في البلاد، وهي أحد الخطوط الحمراء التي تجعل الناس قبل السلطة تكفر بالمجلس.
يا جماعة الخير.. يا أحبابي.. يا أهل الكويت.. لدينا الكثير من رصيد المبادرات والابداعات على مستوى المنطقة، لماذا لا نبرزها؟. الحريات.. المشاركة الشعبية ــ الصحافة ــ العمل الخيري والعمل المؤسسي.. نقاط مضيئة نستطيع ان نبرزها، وهي لم تبرز إلا ببروز روادها الكويتيين.
تجارب عديدة لتمثيل الكويت في المحافل الدولية والعربية، لماذا لا نبرزها؟ البرلمان العربي ترأسه الأخ محمد الصقر النائب السابق، والاتحاد العربي للمهندسين العرب ترأسه الأخ المهندس عادل الجارالله الخرافي، رئيس اللجنة الفنية في المجلس البلدي، واتحاد الكيميائيين العرب ترأسه قبل مدة د. حمد محمد المطر المرشح لمجلس الأمة، ود. عبدالرحمن السميط رائد العمل الخيري الكويتي بل العربي في افريقيا، ومنار الحشاش، وفراج الفراج، وغيرهم الكثير ممن ينقطع نفسك وأنت تتلو تجاربهم.
لماذا ننشغل عن البحث عن الايجابيات، بالبحث عن السلبيات، حتى أصبحت تجربة الكويت الديموقراطية أضحوكة لاخواننا في المنطقة حتى قالوا: «بطّلنا.. لا تصدروا ديموقراطيتكم لنا، خلها تنفعكم»!
وبهذه المناسبة لن أتحرج من الاشادة ببعض الطاقات الشبابية الليبرالية التي وعت الدرس هذه المرة فلم تشغل نفسها بنشر الاشاعات عبر المواقع الالكترونية، بل ركزت الظهور على السطح والاحتكاك بالواقع العملي للالتقاء برجل الشارع ومعرفة رأيه المباشر، وتوعيته كذلك بشكل مباشر بدلاً من الاختباء في السراديب الالكترونية والطعن يميناً وشمالاً في الخصوم السياسيين، خصوصا ان تلك المنتديات الالكترونية يدخلها غير الكويتيين الكثير ويبنون انطباعاتهم عليها، فيرثون لحال الكويت.